**الدرس المستخلص من تجارب الماضي: مواجهة كورونا والسلوك المسؤول»**

بعد مرور أكثر من عقد على اندلاع جائحة الأنفلونزا الإسبانية، والتي خلفت ملايين الضحايا بسبب عدم الاهتمام بالمبادئ الوقائية، نرى اليوم تحديًا مشابهًا أمامنا مع جائحة كوفيد-19.

لقد عبّر العديد من المحللين والعلماء عن مخاوفهم بشأن ارتباك الجمهور عند تخفيف إجراءات الحجر الصحي، مشددين على ضرورة عدم الاستسلام للأنانية الشخصية والتزام التدابير الصحية حتى يتم احتواء الفيروس تمامًا.

ومن المهم جدًا أن نتذكر كيف أثرت وسائل الإعلام في توجيه الرأي العام تجاه الظروف الحرجة التي تمر بها مجتمعاتنا العالمية.

إذ يجب التركيز ليس فقط على قدرة التواصل الواسع النطاق عبر الوسائل المختلفة ولكن أيضًا على الرسالة نفسها وكيف يمكن تصميمها لتوصيل المعلومات بطريقة فعالة وجذابة.

وقد أدى التجاهل السابق لهذه الناحية إلى فشل العديد من حملات التوعية السابقة، حيث غلب الجانب التكنولوجي على مضمون الرسائل ذاتها.

كما يشكل دور الأفراد والأسر دورا هاماً خلال تلك الفترة الحرجة سواء كان ذلك بتقديم المساعدة لمن يحتاج إليها كالذي حصل أثناء حلقة عمل اجتماعية تجمع عناصر مختلفة حول رجل محتاج لمساعدتهم القانونية.

وهنا يكشف لنا الإسلام قيمة تعزيز العلاقات الاجتماعية وتعامل الآخرين بالحسنى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "(إنزلوا الناس منازلهم)".

وفي النهاية، دعونا نحافظ على روح الأخوة الإنسانية والتضامن العالمي ضد كل أنواع الأوبئة والجوائح مستقبلًا مسترشدين بالتجارب التاريخية والحالية للحفاظ على سلامتنا وصحتنا وصحة أحبائنا ومن حولنا.

فلنحافظ على وعينا وحذرنا ودعمنا المتواصل لبناء عالم أقوى وأكثر مرونة ضد المخاطر المشتركة.

5 Kommentarer