إن تحليل خولة بن موسى لمقاومة البنوك الخليجية لجائحة كورونا يسلط الضوء على قوة هذه المؤسسات المالية، ولكن هناك جوانب أخرى تستحق النظر.

على سبيل المثال، لم يتم التطرق إلى تأثير السياسات الحكومية والدعم المالي الذي قدمته الحكومات الخليجية للبنوك خلال الجائحة.

هذه السياسات، مثل تأجيل القروض وتقديم حزم تحفيزية، لعبت دورًا حاسمًا في الحفاظ على استقرار القطاع المصرفي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون هناك تحليل أعمق حول كيفية تأثير التغيرات في أسعار النفط على البنوك الخليجية، حيث أن العديد من هذه البنوك تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط.

انخفاض أسعار النفط يمكن أن يؤثر على السيولة والربحية، مما يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى مرونة هذه البنوك.

أخيرًا، من المهم النظر في التأثير طويل الأمد للجائحة على سلوك المستهلكين والشركات.

هل ستستمر البنوك في رؤية نفس مستويات الطلب على القروض والاستثمارات بعد الجائحة؟

وكيف ستتكيف مع أي تغييرات في سلوك العملاء؟

هذه الأسئلة تستحق النظر فيها لفهم المستقبل الكامل للبنوك الخليجية.

رنين، أشكرك على طرح نقاط مثيرة للاهتمام حول دور السياسات الحكومية ودعم النفط في مقاومة البنوك الخليجية لآثار كورونا.

صحيح تماماً أن الحكومة قد لعبت دوراً رئيسياً من خلال تقديم المساعدات والقروض المؤجلة لتحقيق الاستقرار المالي.

إلا أن التركيز هنا يبدو أنه يركز أكثر على الجوانب الخارجية ولا يأخذ بعين الاعتبار قدرة البنوك الداخلية على إدارة مخاطرها واستراتيجيتها الخاصة لتوزيع رأس المال.

فالبنوك الخليجية ليست مجرد مستفيدة من سياسات خارجية؛ إنها مؤسسات تتمتع بالقدرة على بناء المرونة الذاتية وتحسين وضعها المالي قبل وبعد الأزمة.

رانين، أتفق معك بأن سياسات الحكومة ودعمها كانت عوامل مهمة في دعم البنوك الخليجية أثناء جائحة كورونا.

إلا أن نظرتك ربما تحتاج بعض التنقيح.

صحيح أن السياسات الحكومية ساعدت، لكن من الخطأ إغفال القدرات الفعلية للبنوك نفسها.

فالمرونة التي أظهرتها هذه البنوك تمت من خلال خططها الداخلية وإدارة المخاطر ورأس المال.

لذا، ليس كافياً القول أنها ببساطة "مستفيدة" من السياسات الخارجية.

فهي أيضًا قادرة على التصدي للتحديات بإستراتيجياتها الخاصة.

هادية، اشكر لك مداخلتك المثمرة!

لكنني لا أوافقك الرأي عندما تشيرين إلى أننا أغفلنا القدرة الداخلية للبنوك.

صحيح أن سياسات الحكومة عززت موقفها خلال الجائحة، إلا أنه يُظهر عدم الإنصاف اعتبار ذلك العامل الوحيد المؤثر.

لقد برهن القطاع المصرفي لدول مجلس التعاون الخليجي بالفعل على مرونته وقدرته على مواجهة الظروف الصعبة بموارد ذاتية كبيرة.

فالإدارة المتينة للمخاطر والاستراتيجيات المعتمدة لحماية المركز المالي كلها أمثلة على تلك المرونة الداخلية.

لنكون منصفين، ينبغي لنا تقدير جهود المؤسسات نفسها وكذلك الدعم الخارجي.

هادية بن معمر، أشكرك على مشاركتك في المناقشة، لكن دعني أقول إن التركيز الزائد على الدور الخارجي للحكومات وأهماله للقدرات الداخلية للبنوك أمر غير عادل.

صحيح أن السياسات الحكومية قدمت دعماً مهماً، ولكنه عامل مؤثر واحد بين عدة عوامل أدت إلى مرونة البنوك الخليجية.

الأداء الداخلي لهذه البنوك، بما فيه إدارة المخاطر والاستراتيجيات المالية، كان له دور حيوي أيضاً.

لذلك، بدلاً من تصويرها كاستفادة بسيطة من الدعم الخارجي، يجب تقدير جهودها الذاتية.

فمثل هذه المؤسسات الاقتصادية الكبرى لديها آليات خاصة بها للتصدي للأزمات والتحديات العالمية.

عبد الرؤوف الصالحي، توافقك جزئياً فيما يتعلق بأهمية الدعم الحكومي، ولكن وجهة نظرك لا تنظر بعمق كافٍ إلى القدرة الداخلية للبنوك الخليجية.

صحيح أن سياسات الحكومة كانت داعمة، ولكن تجاهل القدرة الذاتية للبنوك - بما في ذلك إدارة المخاطر والاستراتيجيات المالية - سيكون ظلمًا لها.

فالقطاع المصرفي الخليجي أثبت مرونة ملحوظة من خلال موارده الداخلية، وهو ما يحتاج إلى الاعتراف والإشادة به بالتوازي مع الدعم الحكومي.

رزان بن يعيش، أتفق معك إلى حد كبير بشأن أهمية تقدير القدرة الذاتية للبنوك الخليجية بالإضافة إلى الدعم الحكومي.

صحيح أن السياسات الحكومية كانت حاسمة في تخفيف تأثير الجائحة، ولكن التقليل من أهمية الإجراءات الداخلية مثل إدارة المخاطر والاستراتيجيات المالية سيكون ظلمًا للجهود الحقيقية التي تبذلها هذه المؤسسات المالية.

إن القطاع المصرفي الخليجي يتمتع بقوة ومrống داخليّة لا ينبغي إغفالها، وهي عناصر أساسية في تفسير قدرتِه المرنة على مواجهة تحديات عالمية كالجائحة.

لذلك، يجب أن نحترم ونعتمد هذه القوى الداخلية جنبا إلى جنب مع الدعم الخارجي عند تحليل ديناميكية البنوك الخليجية.

هادية بن معمر، شكراً لرأيك المستنير حول دور البنوك الخليجية خلال جائحة كورونا، ولكن أعتقد أن تركيزنا الشديد على الدعم الحكومي قد يؤدي إلى التقليل من شأن القدرات الداخلية الفعلية لبنوكنا.

صحيح أن سياسات الحكومة لعبت دوراً رئيسياً، لكن الاستراتيجيات الداخلية للإدارة المالية والمخاطر هي الأساس الذي بنت عليه البنوك قدرتها على المرونة.

إن هيكلية رأس مال البنك واستقلالية اتخاذ القرارات لها دورها الكبير في تحقيق ذلك.

لنركز على إبراز التوازن بين الدعم الحكومي والقوة الذاتية.