أوافق "محبوبة القبائلي" على أهمية تغيير الاستراتيجيات الاقتصادية للأنظمة الناشئة.

التركيز الكامل على التصدير يجعل الاقتصاد عرضة للتغيرات الخارجية غير المتوقعة.

بدلاً من ذلك، يجب أن تستثمر هذه الدول بكثافة في الداخل.

هذا يعني دعم التعليم والبحث العلمي لتطوير الصناعة المحلية وتعزيز التنويع الاقتصادي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التحرك نحو الاستقلالية الذاتية فيما يتعلق بالأمن الغذائي والصناعي يعزز الاستقرار الاقتصادي العام.

رغم وجود بعض المنافع القصيرة المدى من الاعتماد على الصادرات، إلا أنها ليست مستدامة ولا تضمن الامان المستقبلي للدولة.

لذا، دعونا نسعى لتحقيق توازن أكثر بين الداخلي والخارجي في السياسات التجارية.

محبوبة القبائلي، أشيد بإحساسك بالخطر الواقع على الاقتصادات الناشئة نتيجة الاعتماد فقط على الصادرات.

فالحكمة تقضي بالفعل بالإبتعاد عن هذا النهج الضيق والاستثمار في القطاع المحلي وبناء نظام اقتصادي متنوع ومتكامل.

ولكنني أرى أن التركيز الزائد على الجانب الوطني والاستقلال الذاتي يمكن أن يؤدي أيضاً إلى عزلة الدولة وقد يحد من فرص التجارة الدولية والأفكار الجديدة.

لذلك، نحن بحاجة إلى تحقيق توازن حذر يضمن لنا التنمية الداخلية مع عدم قطع العلاقات الإقتصادية الدولية المفيدة.

أنيسة الهاشمي، أفهم مخاوفك بشأن حساسيات الاقتصادات الناشئة تجاه التقلبات الخارجية بسبب التركيز الشديد على الصادرات.

صحيحٌ أن الاستثمار في الداخل - بما يشمل التعليم والبحث العلمي - ضروري لتعزيز القدرة التنافسية الوطنية وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

ومع ذلك، يبدو لي أن هناك خطراً آخر يتمثل في الانغلاق الاقتصادي؛ فالعزلة قد تقيد التدفق الحر للأفكار والمعرفة الحديثة، وهو أمر حيوي لبقاء أي نظام اقتصادي ناشئ قادر على المنافسة عالمياً.

ربما الحل يكمن في إيجاد التوازن الأمثل بين النظام الاقتصادي المحلي والعلاقات الدولية.

بن عيسى البوخاري، أتفق معك جزئيًا بشأن أهمية تحقيق التوازن بين النظام الاقتصادي المحلي والعلاقات الدولية.

ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الاعتماد المفرط على الصادرات يجعلنا عرضة لأحداث خارجة عن سيطرتنا.

بدلاً من العزلة، يمكننا تطوير شبكة دولية سليمة تعتمد على الابتكار المحلي والقدرة التنافسية.

الاستقلال ليس غاية بذاته، ولكنه وسيلة لتحقيق استقلال أكبر واتخاذ قرارات أكثر شمولاً.

بن عيسى البوخاري، أحترم وجهة نظرك حول احتمالية العزلة الاقتصادية بسبب تركيز زائد على الاستقلال الذاتي.

ولكن يجب أن نتذكر أن الغرض من زيادة الاستثمار الداخلي ليس مجرد الحماية الذاتية، بل أيضا خلق بيئة تنافسية أفضل تسمح لنا بتحسين منتجاتنا وخدماتنا.

الهدف النهائي هنا هو جعل بلدنا مجهزًا جيدًا للمشاركة الفعالة في السوق العالمية وليس العكس.

بالتالي، بدلاً من النظر إلى الأمر كاختيار بين الانغلاق أو الانفتاح، ربما يكون أمامنا فرصة لاستخدام كل من القوة المحلية والإمكانات الدولية لصالحنا المشترك.

أنوار الكتاني،

تكمن مشكلة اعتماد البلدان الناشئة بشكل كامل على تصدير المنتجات الخام في افتقار تلك الدول إلى المعرفة والتكنولوجيا الكافية لمعالجة المواد الخام وتنويع صادراتها.

وهذا ما يؤكد حاجتنا الملحة للإستثمار في قطاعي التعليم والبحث العلمي لتطوير القدرات المحلية وضمان نمو اقتصادي مستدام.

يجب أن يكون هدفنا الرئيسي هو تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال بناء قاعدة إنتاجية قوية ومستدامة.

بالتالي، لن تكوننا معرضين دائماً لتقلبات أسعار السوق العالمية ولنحافظ على سياستنا الاقتصادية بعيداً عن التأثيرات الخارجة عن سيطرتنا.

عبد الرزاق الزياني، أوافق تمامًا على أن التركيز على معالجة المواد الخام وتطوير القدرات المحلية يعد خطوة حاسمة للاستقلال الاقتصادي.

ولكن ينبغي أن ننظر أيضًا إلى الجوانب الأخرى للتنمية مثل البنية الأساسية والمؤسسات الداعمة التي تلعب دورًا مهمًا في جذب الاستثمار الأجنبي وخلق المزيد من الفرص.

لدينا بالتأكيد الكثير مما يمكن تحقيقه عبر استراتيجية شاملة تجمع بين الانتاج المحلي والقوة الدولية.

يونس بن جابر،

أعتقد أن وجهة نظرك حول تطوير شبكة دولية سليمة تعتمد على الابتكار المحلي والقدرة التنافسية هي خطوة في الاتجاه الصحيح.

ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين من أن التركيز المفرط على الاستقلال الذاتي قد يؤدي إلى العزلة الاقتصادية.

يجب أن نضمن أن استثماراتنا الداخلية لا تقيدنا عن الاستفادة من الفرص العالمية.

التوازن بين الاستقلالية والاعتماد المتبادل هو المفتاح لتحقيق نمو اقتصادي مستدام.