الثنائيات المضطربة: بين الذكريات الرياضية والفكر العلمي

بين ذكرى هجمة هلالية ملحمية تتجاوز حدود الملعب إلى القلب، وتصاعد النقاش حول نظرية مناعة القطيع التي تهزهير مجتمعاتنا الصحية.

.

.

تجدين نفسك أمام وجهين متناقضان للحياة البشرية.

من جهة، هناك الروح الإنسانية الجامحة، الجامعة بين التشجيع والصلاة والدعم العاطفي المحموم خلال لحظة حاسمة.

هنا، يندمج الماضي بالحاضر، فالبطولات القديمة تشحذ عزائم الحاضرين.

إنها حالة من الترقب الحالم الذي يمزج اليأس بالأمل، إذ يهتف كل قلب بصمت للنصر المرتقب.

ومن الجانب الآخر، تقف المنظور العلمي بعين ناقدة باردة تحدق بخطط قد تؤدي بكارثة بشرية محتملة.

مناعة القطيع، الحل المخيف المقترح للتغلب على جائحة كورونا عبر ترك الفيروس يجتاح المجتمع دون تدخل مباشر.

بينما يبدو الأمر بسيطًا نظريًّا – دع الشعوب تعيش الحياة الطبيعية لكن ببناء مستقبل مقاوم للأوبئة – إلا أنه يكشف حقائق صادمة عندما نتفحص الاحتمالات: آلاف الضحايا المرتقبة بسبب نقص العلاج الدقيق والعناية المكثفة اللازمة لأشد الحالات خطورة.

إن هاتين الواجهتين توفران دروسًا عميقة: الأولى تبدو أشبه بحلم جميل مبني على رهانات عالية بالإيمان والقوة النفسية.

الثانية، رغم قسوتها الظاهرة عند التفكير بشأن احتمالية الموت، فهي تقدم تذكيرًا حيًّا بأهمية الاستعداد والعمل المدروس والخطة الموضوعة جيدًا قبل اتخاذ القرار النهائي.

ذلك الاختيار الوحيد ليس بين الفوضى والنظام فحسب؛ بل هو أيضًا اختيار بين التعاطف مع زملائنا في المعاناة ورعاية سلامتهم مقابل تحقيق هدف قصير المدى ربما يكون له تكلفة أكبر مما نحتمله إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا وطويل الأمد أيضا .

.

لذلك يجب إعادة طرح الأسئلة والأخذ برأي خبراء الصحة العامة والمجتمع بشكل شامل لاتخاذ قرارات مدروسة تعتبر حياة الناس أولويتها القصوى .

#صارت

5 Kommentarer