الهجرة: اختبار للهويات وليس تحديًا لها

من الخطأ اعتبار الهجرة مجرد صراع ضد الثقافة أو اللغة المحلية؛ إنها رحلة تُجري تعديلًا عميقًا على الذات قبل أن تضرب جذورها في بيئتها الجديدة.

نحن نرفض فكرة "الحفاظ" على الهوية أثناء الهجرة - فالواقع يقول إننا نعيد تعريف هويتنا باستمرار حتى عندما نبقى في وطننا.

الهجرة هي وسيلة لصهر الذات، حيث يتم إرساء القديم وتحويله تحت ضوء الواقع الجديد.

بدلاً من وصف هذه العملية بأنها "تحدٍ"، فلننظر إليها باعتبارها بوابة لإعادة التفكير الذاتي والبناء.

إن إدراك أن اختلاف الوظائف الاجتماعية والأسس الثقافية ليس تهديداً للنفسية الإنسانية ولكنه جزء طبيعي ومتطور منها، يسمح لنا برؤية الفرص الكامنة خلف كل تحدٍ.

دعونا نقاوم الرأي القائل بأنه يجب "التمسك" بالأصول تحت وطأة التحولات البيئية.

دعونا نسعى لفهم كيف تستطيع الهويات البشرية الانفتاح والتكيف والإبداع عبر الحدود الجغرافية واللغوية.

وبذلك، يمكننا خلق مساحة للاحترام المتبادل والتعاون الفكري، عوضاً عن المواجهة المحتملة.

هذا ليس دعوة للاستسلام للقوى الخارجية، بل حثٌ على الاعتراف بالقيمة الداخلية للتغيير واستخدام زخم الهجرة لتحقيق فهم أعمق ليوسع دائرة الحرية الشخصية.

#h3التحديات #وإدارته

9 التعليقات