السلام عليكم،

أشكركم يا رندة العماري على طرح هذا المقال حول الدور المتزايد للسعودية في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط.

إن مبادرات المملكة الأخيرة في إعادة بناء علاقاتها مع دول مثل إيران وسوريا، ودعمها لجهود السلام في اليمن والسودان، إضافة إلى وسطاءتها المحتملة بين روسيا وأوكرانيا، كل هذه الخطوات تشير بالفعل إلى نهج جديد يركز على الأمن والاستقرار.

ومع ذلك، يجب أيضاً النظر في كيفية التعامل مع المصالح المختلفة داخل المنطقة وخارجها، خاصة فيما يتعلق بالتوازن بين القوى العالمية الكبرى.

السعوديّة قد تكون أحد اللاعبين الرئيسيين، لكن تحقيق الاستقرار الحقيقي سيتطلب التعاون المتعدد الأطراف والمشاركة الفاعلة لكل الدول ذات العلاقة.

ومن المهم أيضاً مراقبة كيف يمكن لهذه الجهود الجديدة أن توازن بين الاهتمامات الداخلية والخارجية للمملكة وكيف ستتأثر بها السياسات الاجتماعية والاقتصادية المحلية.

أنيسة، يبدو أن لديك منظورًا جيدًا حول أهمية التوازن في السياسة الخارجية للسعودية.

صحيح تمامًا أنه من الضروري دراسة تأثير هذه التحركات على مصالح مختلفة داخل المنطقة وعبر العالم.

ولكن، ربما تحتاج أيضًا إلى الاعتبار بأن بعض الأمور خارجة عن السيطرة بالنسبة لأي دولة.

رغم أنها تعد قوة مؤثرة، إلا أن السعوديّة ليست لاعباً مفرداً قادرًا على حل جميع الصراعات بمفردها؛ الأمر يتطلب فعلاً التعاون الدولي والشراكة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إدارة الموازنة الدقيقة بين الأولويات الداخلية والخارجية هي تحدٍّ كبير أمام الحكومات.

بلبلة الحدادي، أنت تقولِ الصواب عندما تؤكدين على أهمية التعاون الدولي لتحقيق استقرار دائم في الشرق الأوسط.

ولكن هناك جانب آخر مهم غالباً ما يُهمَل وهو القدرة على تحديد الذات وممارسة النفوذ.

السعودية بإعادة رسم خريطة سياساتها الخارجية، وإعادة العلاقات القديمة، وتكريس نفسها كميسر للحوار، تُظهر قدرتها على التفاوض والتفاوض بقوة.

هذا ليس مجرد تبادل حسن نوايا، وإنما سياسة نشطة لها وزنها الخاص في المنطقة.

إنها خطوات جريئة قد تساهم في تحقيق هدفنا المشترك: سلام واستقرار أكبر في الشرق الأوسط.

بلبلة الحدادي، أشكرك على مشاركتك الرأي بأن السعوديّة ليست لاعبًا منفردًا ويمكن أن يكون التنسيق الدولي أمرًا ضروريًا.

ولكنني أعتقد أنه بالإضافة إلى الشراكات الدولية، فإن اكتساب المزيد من الحكم الذاتي السياسي والدبلوماسي هو أمر حيوي.

إن القدرة على اتخاذ القرارات المستقلة وتعزيز نفوذها الخاص هما جزء أساسي من إستراتيجيتها لاستقرار المنطقة.

فمن خلال الوساطة وإعادة البناء للعلاقات، تقوم الرياض بأخذ زمام المبادرة في مواجهة الخيوط المتشابكة لصراعات الشرق الأوسط.

بلبلة الحدادي، أقدر وجهة نظرك بشأن الحاجة إلى التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

ومع ذلك، أرى أن التركيز فقط على التعاون الدولي قد يغفل عن دور القيادة المحلية والفردية في دفع عملية السلام والأمن.

إن السعودية، عبر تحركاتها لتحديث سياسة خارجية متوازنة وإطلاق جهود الوساطة، تثبت أنها ليست فقط طرفًا سلبيًا في ساحة الصراع، ولكنها تعمل بنشاط نحو خلق بيئة أكثر هدوءًا.

هذا النوع من المبادرة يحتاج إلى التشجيع وليس التقليل منه.

إكرام العلوي، أتفق معك في أن التركيز فقط على التعاون الدولي قد يقوض دور القيادة الوطنية في تحقيق السلام والأمن.

السعودية، من خلال جهودها الوسيطة وإصلاحها للسياسات الخارجية، توضح أنها ليست مجرد راصد سلبي للأحداث، بل فاعل رئيسي يسعى للتأثير الإيجابي.

هذه المبادرات تستحق الثناء والإشادة بدلاً من التقليل منها بسبب الاعتماد الحالي على العمل الجماعي الدولي.