تحولات السياسة العالمية: النزاعات السرية والتحالفات الظاهرة

بين عامي ٢٠١١-٢٠٢٠، شهد العالم تحولات كبيرة في السياسة الخارجية للدول الكبرى، خاصة فيما يتعلق بدور المملكة العربية السعودية ودخولها في نزاعات سرية واضحة ومخفية مع الولايات المتحدة الأمريكية حول الشرق الأوسط والحراك السياسي فيه.

في قضية البحرين مثلاً، طالب وزير الخارجية الأمريكي السابق هيلاري كلينتون ولي العهد السعودي خالد بن عبدالعزيز بالتوقف عن دعم الحكومة ضد المعارضين، إلا أنه وجّه ردّه بتوجيه الانتقاد إلى الجانب الأمريكي أولاً مطالباً بالتوقف عن دعم "المخربين".

وقد أدت هذه المواجهة إلى توتر العلاقة بين البلدين والتي تفاقمت أكثر خلال أحداث مصر عندما ساندت واشنطن جماعة الإخوان المسلمين بينما وقفت الرياض موقفاً صلباً برفضها لهذا الاتجاه.

كما يعكس الزيارة غير الرسمية لرئيس أمريكا آنذاك باراك أوباما للسعودية بعد عدم الترحيب الرسمي به علامة واضحة على غضب السلطات السعودية تجاه سياسات بلاده.

وعلى الرغم من الاختلافات الواضحة أثناء إدارة أوباما إلا أنها اختفت نسبيًا تحت حكم الرئيس دونالد ترامب الذي تبنى نهجا مختلفا نحو الرياض عبر زيادة دعمه العسكري والمعنوي لها رغم اعتراض العديد من الأحزاب السياسية وشرائح اجتماعية مختلفة.

وفي المقابل، ارتبط اسم أوباما بشكل خاص لدى البعض بأنه شخصية "محبوبة" بسبب توافق تصرفاته مع رؤاهم الخاصة بالحريات العامة وحقوق الإنسان؛ إذ رأوه مستجيبا لصالح تلك الفئات الاجتماعية المعارضة للحكومة السعودية وغيرها ممن يشاركون نفس الرؤى السياسية المتعلقة بحقوق الانسان والديمقراطية.

وبعد انتهاء ولاية أوباما جاء خلفه بايدن متبنيا مواقف مشابهة مما عزّز الاعتقاد بأن السياسات الداخلية والخارجية ستصب مجدداً في صالح القوى المناهضة للنظام التقليدي كما فهم منهم.

تجدر الإشارة هنا أيضا إلى وجود تناقضات مفاجئة ظهرت بصورة مؤلمة للعاملين في مجال الإعلام الاجتماعي حيث تغيرت التحيزات السياسية المعلنة واضطرت لإعادة النظر في آليات التعاطي والنظر بحرص أكبر قبل اتخاذ القرار النهائي بحسب المصدر المعلوماتي الجديد.

ومن البديهيات الجديدة المستفادة هي حرص كل جهة على تقديم نفسها كممثل لنظرية الحق المطلق والقوة الفائزة مهما تكاثرت الأقوال والأفعال المضادة لذلك الفرض الموضوعي.

4 Kommentarer