الحوار حول الهوية الحديثة قد تخلى عن موروثاته الفطرية لصالح مُخطوطات التكيف الثقافي الرقمي.

فنحن نعيش عصرًا يزدهر فيه التناقض بين ما هو أصلي وما هو مكتسب، حيث تختلط الروابط التاريخية مع الانفتاح العالمي بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

ومع ذلك، دعونا نواجه الأمر بصراحة شديدة: الهوية المُتغيرة هذه تأتي بسعر باهظ على حساب الاستقرار الداخلي.

إن الانزياح نحو تعدد الهويات، وإن بدت حرية فردية، يقوض العمق الشعوري والإحساس بالمكان الصحيح داخل النفس.

كل محاولة لتكييف الذات وفق كل بيئة تنطوي على درجة من الخيانة للقيمة الأبدية التي يرثونها أفرادٌ منذ القدم.

هل نسعى حقّا لتحقيق رفاهية مزيفة عن طريق مواكبة عالم يسير بسرعات خاطفة، بينما نفقد فهم أعماق وجودنا ونستنزف ثراء تجاربنا؟

هل سبق لنا أن توقفنا للحظة لننظر عميقا داخليا ونُعيد تركيب جدران identite' التي فقدنا منها شيئا? هي دعوة للاستبطان الجماعي, للتحقق مما إذا كانت رحلة التنقل بين العوالم المختلفة ستجعلنا أقرب لما نحن عليه بالفعل أم أنها مجرد وهم يلحق بنا خسائر مدمرة وسط صخب الحياة الإلكترونية.

#الهويات #المشتركة #مختلفة #الحقوق

11 Комментарии