سيرة وإرث النووي: رجل العلم والصلاح

الإمام النووي، شخصية بارزة عبر عنها الذهبي بأنه "محاميًا للملوك ضد الظلم"، معروف بتعمقه في علوم الحديث والفقه وحياته المُلتزمَّة للغاية.

رغم عدم تخصصه الرسمي في العقيدة، إلا أن اهتمامه البالغ بالسنة النبوية جعل منه صوتاً مميزاً وسط الجدل العقائدي.

بينما عاش فترة شهد انتشار العقيدة الأشعرية، فإن منهجه عموماً يميل للسلفية، مدافعا بوضوح عن معتقدات أهل السنة والجماعة.

على الرغم من وجود العديد من الكتابات حول صفات الرب سبحانه وتعالى والتي كانت مصدر خلاف داخلي للأشاعرة، إلا أنها لم تؤثر بشكل مباشر على إيمان النووي الراسخ بألوهية الله وحدانية صفاته.

إن هوسه الكبير بالحفاظ على كل دقيقة من حياته لتحقيق التعلم والتفقه يعكس تفانيه المطلق في تحقيق العدالة الروحية والثقافية.

أما بالنسبة للعقيدة الأشعرية نفسها، فهي ظاهرة دينامية تتميز بتغير متكرّر وثابت في وجهات النظر الرئيسية والمبادئ الأساسية.

بدأ المذهب كمحاولة للتوفيق بين مختلف المدارس الفكرية الإسلامية ولكنه سرعان ما توسع لتحتضن الأفكار المستمدة من المعتزلة والكرامية والمتصوفة والفلاسفة اليونانيين.

وهذا التحول الهائل جعله أكثر قابلية للحوار ولكن أيضا أقل ثباتا واستقرارا مقارنة بالمذاهب الأخرى.

#التصانيف #التعدد #ويتعدى #اتسمت

9 Comentarios