إننا نعيش عصرًا يُمكن فيه لأصغر صوت أن يصل للعالم بأسره.

لكن مع كل هذا القدر من الحرية يأتي عبئٌ كبير - عُبء المسؤولية.

إن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد رافعات ترفع الأصوات، وإنما هي كمان مشدود يحتاج إلى يد ماهرة حتى يعزف أجمل المعزوفات.

ولكن ماذا يحدث عندما تصبح تلك اليد ضعيفة أم خبيثة؟

حينذاك ستتحول الموسيقى إلى جنون وضوضاء لا طائل منها.

يتوجب علينا جميعًا الموازنة بين الفوائد والإساءات.

بدلاً من التركيز فقط على الخطر الظاهر، فلنحاول رؤية الفرصة الموجودة وسط المخاطرة.

تخيل عالم يتم فيه دعم الحقوق الإنسانية ليس بواسطة الحكومة وحدها، بل عبر إبداع وتنظيم ملايين الأفراد عبر منصات التواصل الاجتماعي.

تخيل قوة المشاريع الخيرية التي تنطلق وتنمو بسبب الحدائق المجتمعية الصغيرة التي زرعت بذورها أفكار فردية تناثرت عبر الشبكات العالمية.

لكن هذا يستدعي يقظة ونظراً مختلفين.

يجب أن نتجاوز "الأصدقاء" الوهميين الذين يخلقون وهم المناعة ضد الأفكار الأخرى وأن نحافظ على حقائق الوسائط الإلكترونية نقية وخالية من الأكاذيب.

كذلك، يجب علينا مراقبة الشركات الكبرى التي تستخدم بياناتنا وكيف نفكر فيها.

هل نحن فعلا مجرد معلومات رقمية ضمن حساباتها المالية؟

وهل لدينا الحق في التصويت بحذف هؤلاء الذين يسلبوننا حقنا في التفرد والعزلة عند الحاجة إليها؟

دعونا نناقش كيف يمكننا صناعة واقع جديد يحترم متطلبات الحياة الحديثة دون الانغماس في عبثيتها.


#بالمخاوف

11 التعليقات