الثورات والسلاح والمصالحة: درسٌ من تجربتيْ السودان والعراق

تحمل مقاومة الشعبية السودانية وهيئة الحشد الشعبي العراقي تشابهات مثيرة للتفكير بشأن دور الميليشيات المستندة للدين والأرض في النزاعات الحديثة.

بدءً من هجمات داعش ضد الجيش العراقي عام 2014، حيث أدت دعوة المرجعية الدينية للجهاد الكفائي لتكوّن هذه الأخيرة تحت راية قضائية مشوبة بالتوجهات الطائفية والمناطقية.

وعلى الرغم من ادِّعائهِم التابعية لقائد القوات المُسلَّحة (رئيس وزرائهم)، إلّا أنّ تأثيرهُما السياسي والعسكري تفوق سلطتها الحكومية وتجاوزها بشكل واضح.

ومثلما شهدت الحرب العالمية الثانية ميلاد ميليشيا الشعب الأحمر الصيني، فقد أثارت أيضًا صراعَتا البلدين نقاشًا حول نقاط الالتقاء والاختلاف فيما يخضع لصراعات مماثلة ولكن بتنوعاتها الثقافية والدينية الفريدة لكل مجتمع.

تكشف الثورة السودانية الأخيرة والحشود المجتمعية النقاب عمّا إذا كانت تلك الحملات الشعبية تسعى لإصلاح النظام أم إنها تتجه نحو خلق واقع جديد يغلب عليه الطابع العسكري بغض النظر عن خلفيات قادته السياسية والانتماءات الاجتماعية المحلية للمشاركين فيها؟

يجيب التاريخ عبر تجربة عراق ما بعد الاحتلال الأمريكي بأنه مهما بلغ حجم الضغوط الداخلية والخارجية لاستخدام القوة بغرض إسقاط نظام قائمةٍ وضبط الآخرين؛ تبقى هنالك دائماً مخاطر ضبابية مصائر الانتفاضات ذات السوابق المشابهة لها تاريخياً.

إذ غالبًا ما تؤدي عمليات التحولات المفاجأة لتبني نهج المواجهة العنيفة إلى عواقب غير محمودة الوعد مثل تأجيج الفتنة الطائفية واستمرار حالة عدم الاستقرار الأمني لفترة طويلة نسبياً مقارنة بالحالات الأخرى المناسبة للتغيير السلمي.

6 التعليقات