في رحلة متشابكة عبر الزمان والفلسفة والتاريخ، يمكن لنا أن نرى كيف تؤثر علاقة الإنسان بالطبيعة بشكل عميق على مشاعره وجوده.

وفقًا لعالم النفس الوجودي رولو ماي، هناك ارتباط وثيق بين خسارة الانتماء للطبيعة والخسارة الذاتية، حيث يُصبح الانسان يشعر بفراغ داخلي ويُنظر إلى الطبيعة كمجرد شيء جامد وخالي.

هذا التباعد يعكس تأثير الصيرورة الغربية التي أدت إلى الفصل الواضح بين البشر والطبيعة لصالح الغزو والاستخدام التجاري لها، مما أدى إلى الاغتراب الذاتي كما يقول المفكر عبدالكريم بكار الذي يشدد على دور القيم والثقة في بناء الهوية الشخصية.

بالإضافة لذلك، يمكننا النظر للتاريخ القديم واستخلاص الدروس منها.

فعندما دمرت الأرض تقريبًا قبل حوالي تسعة آلاف سنة نتيجة للعقاب الإلهي لقوم نوح، اختار الله ثلاثة أبناء لسيدنا نوح لإعادة بنائه: سام وحام ويافث.

هؤلاء الرجال الثلاث هم الأساس الذي ارتكز عليه مستقبل الإنسانية جمعاء.

إذاً، تشكل رؤية ماي لبؤس الخسارة النفسية نتيجة الانفصال عن الطبيعة، وصحة حجج بكار حول قوة القيم الخاصة في تعزيز الهوية الذاتية، ودور التاريخ في كتابة قصة البداية للأجيال الجديدة؛ كافة هذه النقاط تتقاطع لتشكّل صورة تكاملية معقدة ومعبرة للغاية عن حال الإنسان الحالي وعلاقاته المتغيرة مع البيئة المحيطة به وسياقاته الاجتماعية والأخلاقية.

#النفس #استمتعت #ذكرها

11 التعليقات