هل هو العنف جزء لا يتجزأ من نسيجنا البشري، خام وغير محكم، أم أنه غطاء صُصِّف ليخدع بظلال الحضارة التي قمنا بإقامتها على جزر من الاستسلام؟
فإذا كان العنف مجرد حشو بين أغلفة القوانين، فإن غياب هذه القوانين يكشف عن قُطور لم تتحول بعد إلى نسيج اجتماعي.
ألا تسأل أنفسكم: إذا كان الإنسان يستطيع التقية في ساحاته المزخرفة، فما هو الدافع الصادق وراء هذه السلام؟
هل نحتضن مجتمعنا من خشية تكتشف دائمًا ما يكمن في أعماق قلوبنا، أم أننا حقًا زيّنا هذه الآمال بأروع أزهار المجتمع والقانون؟
فإذا كان العنف جزء من صميمنا، فكل محاولة للسلام هي سطحية تخفي غبارًا قد يثور في أي لحظة.
وإذا كانت نظرتنا إلى العنف تشير إلى أنه مجرد انقلاب عصبي، فما هو طبيعة السلام الذي يُغَطيه؟
هل هو حال من التوازن المضطرب بين شهواتنا وخوفنا، أم إنه فن متقن لحكمة نسجنها عبر العصور؟
إذًا، هل تُغْلَق دائرة العنف بالقانون والأخلاق كما يُزَيِّن ثمار المروج حائطًا متهدِّمًا، أم إنها تشكل جسرًا ننعبر عليه لنضع في منتصفنا صوتًا هادئًا يجب ألا نستطيع الانحدار عنه؟
وفي ظل هذه التساؤلات، لا بد من التكهن: هل حضارتنا مجرد رقصة تعزف لموشَّقة ستُستمر دائمًا في خداع نظراتنا؟
أم أن في قلوبنا صمامات آمنة يمكنها حقًا تغيير مسار هذه الطبيعة المفترضة التقدمية لأجل شعوبنا وآمالها؟
لا نُحجِّب الإجابات، بل نستثير النقاش لنُصِيب الحقائق من غيار الافتراء.

15 Kommentarer