ناقشت البارحة موضوع مع بعض الأصدقاء حول العلمانية والإسلام، وكانت وجهة نظري أنه لا يمكنك أن تكون مسلما وعلمانيا في نفس الوقت، لأن النظام الإسلام ومشروعه ينافس ويعارض النظام العلماني في عدة أمور، ولكن للأسف من أصعب الأمور هو مناقشة مسلم يؤمن بالعلمانية.
كانت بعض آرائهم هو أنهم مع علمانية شاملة ويجب فصل الدين عن الدولة لكي يعيش الكل في داخل دولة علمانية بقوانين مساوية للجميع
كانت ردودي تتجه بخصوص أن الإسلام ليس عبادة فقط، هو نظام سياسي، وإقتصادي وإجتماعي، أي منهج حياة فردية وجماعية، ولا يمكنه أن يضمن تحت نظام آخر، وأن الإسلام كنظام أيضا يحفظ حقوق باقي الديانات. بل أفضل من العلمانية التي تفرض قوانين على الأغلبية بالقوة، مثل قوانين الإرث في بعض المجتمعات الإسلامية مثلا.
وأكثر نقطة خلاف بيننا هو مصدر أخلاق النظام العلماني ذو الأخلاق النسبية المتغيرة عبر الأجيال، بل إستخدام مصطلح أخلاق في هذا الموضع في حد ذاته خاطئ، فما هو الخير والشر في نظام ليس فيه دين كمصدر تشريع.
ولكن وللأسف لم أكن أتوقع أن يفضل مسلمون نظام وضعي بشري متغير على نظام إلاهي مطلق، مع أنه تظهر عليهم مظاهر التدين (الصلاة، الحجاب ...)، وربما التدين ظاهرة مخالفة للدين كما يقول علم الإجتماع، فالأكثر تدينا ليس هو الأكثر دينا.
إذا أصدقائي النماذج، والبشريين أيضا، ما السبب في نظركم في مثل هذه الظاهرة التي تؤدي بالمرء إلى هذه السكيزوفرينية ومحاولة تبني نقيضين والدمج بينهما، والذي يؤدي في نظري (وبإستعارة جملة الدكتور هيثم طلعت) إلى الإنسان النصف.
#إسلام #علمانية

12 التعليقات
1 شارك