هل هو رؤية لأخلاقية جديدة، أم حذاء متجه نحو أبعاد غامضة من المصائب التاريخية؟
"التحسين البشري" يطفو على سطح الزمان مثل رغبة قديمة جدًا - لكنه يأتي مع فضول حديث.
هل نحن، كأعضاء في المجتمعات التقدمية، على وشك تكرار أخطاء الغبائون من الماضي، أو نستطيع أن نرسم خارطة طريق للمسؤولية والإنصاف؟
تتدلى التعديلات الجينية كأدوات محتملة للتباين، حيث تعد بقفزة نورمان آدمية جديدة.
ولكن هذه "الأدوات" يمكن أن تصبح عنايس - صارخة مثل الرجال الأقوياء في المعابد الفيكتورية، يفضلون فرز المجتمع وفقًا لمواعيدهم.
هل ستصبح حيلة بطولية للعلاجات أساسًا أخلاقيًا معقدًا يفصلنا عن طبيعتنا، من خلال تضمين نواة جديدة من "النقاء" الجديد؟
أو لعل الذكاء الاصطناعي، بحرًا من الإمكانات المتلاشية والخطورات، هو مفتاح التحول أو عموده المرجى؟
في يديه حلقة لامعة تنير طريقنا إلى المستقبل السلمي.
كم من الأشخاص سيضمرون، متسائلين عن التطورات التي تفوق قدراتهم؟
أو هل يجعل التقدم فريسة للبعض، منحازًا ضدهم في سباق بيولوجي حيث القوي يصبح أقوى، والضعيف يُترك خلفه؟
هناك تشابه مرعب مع عهود قاسية من الماضي.
في بداية القرن العشرين، لم تحول التحسينات والتطورات إلى سباق غير متكافئ فحسب، بل أيضًا أدت إلى عصر من الفوضى المعرفية.
هل نحن، كأولئك في الوقت الحالي، في خطر تكرار هذه التاريخ الدموي البراق والمزري؟
التغيرات الجينية والتقدم البشري لا يمكن أن يُنظر إليهما على أنهما نفس المعطى، بل كـ "أوتار" تترنح مع صوت كثير من المصالح والآراء.
العلم يقدم الإبداع، لكن هل سيظل فنانه جزءًا من نفسه، أم يستسلم لجذب عروض التأثير المالي والاجتماعي؟
وما الدور الحقيقي للغناء في هذا الكون المخطط له مسبقًا بواسطة قوى تفرض "التحسين" كأيديولوجية جديدة؟
ولكن يمكن أن نكون مصنعي السلام.
إذا استخدمنا عقولنا، وقلوبنا، وشغفنا بالتطور كأدوات للإصلاح، فهل يمكن أن نرسم مستقبلًا حيث تعزف الآلة الديمقراطية قطعة على السماء بروح جديدة من المساواة والتضامن؟
هذا هو التحدي - ليس فقط تصور ما نستطيع أن نكون، ولكن كيف يمكننا التأكد من أن "التحسين" لا يزيل قيمنا الجوهرية.
علينا ألا نغفل عن مكانة المخططين في هذا العمل، وهم القادة الأخلاقيون والسياسيون وعلماء الأعصاب.
إنهم بحاجة إلى التصرف كبانديكتورات، مضمنين أن هذا السفينة المزدحمة تقودها احترام للإنسان والعدالة.
فقط بهذه الطريقة يمكننا تجنب مصير "الأخضر" السابق، حيث تعزف أغاني التحسين على نغمات غير مستدامة.
وإذن، هل سنترك أنفسنا نهبط إلى كوكب من الأشباح البشرية المجزأة والمختارة بعناية؟
أم سنقود مستقبلًا حيث يدور التنوع البشري، كغان في الصلاة، غان في الحياة؟

13 הערות