هل هذا العالم حقًا مجهز لبقاءه بعد الحروب النووية؟
نحن على شفا الانقراس، وأسلحتنا النووية تضمن أن كل انسان يشارك في حفلة التدمير بغض النظر عن إرادته.
هذه الآلات المخيفة لم تعد مجرد أدوات دفاعية، بل قد تصبح وسائل ابادة جماعية غير مُنتقَّى.
هل الإنسانية صارت حيوانًا يهاجم لأنه يشعر بالخوف فقط؟
ليس هناك شك في أن الحروب تجد طريقها إلى مستقبلنا، سواء كان ذلك بالتاريخ أم لا.
كل دولة تُفكّر في النسخ التي قد يُعيشها البقية على احتمال وجود حروب نووية.
هذه المفكرات الظلامية ليست فقط خيالًا مجرد، بل جزء من استراتيجيات حكوماتنا التي تصور المستقبل كعالم دامي يحكمه القليل.
في عالم مُسلّط الضوء على هذه الدمار، من هو الأكثر حقًا في تجنب ضغط الزر الأحمر؟
هل نعتبر أنفسنا أولى بالبقاء لأننا "الأكثر مدنية"، أو لأننا نملك المزيد من الإمكانات التكنولوجية؟
هذه التصورات تعكس انحطاطًا أخلاقيًا عميقًا، حيث يُفترض بالبشرية نزع الألقاب والإعلام بموقف "غير متساوي" في قائمة التدمير.
الصور المخيفة لحروب نووية تجسد الانكسارات غير المُرادة للطبيعة، والمجتمعات المهجورة، والأجيال التي ستحكي قصص والديها عن مغامرات خيالية في الفضاء الخارجي بدلاً من أسباب انقراضهم.
هل نستعد للمطاف لهذا المستقبل الرمادي، أو سنكون متحدين جميعًا في دعوة إلى التغيير قبل وصول ذلك اليوم؟
أشد على الإجابات لأسئلة حاسمة: كيف يمكن للحضارات أن تتعايش في هذا الكون المقيد بالخوف من التدمير المُبادّ؟
وإذا كان علينا أن نختار "المرشحين" لهذا الفناء، فألا تكون هناك شروط معقولة تضمن بقاء الجميع؟
إن الانتظار يعد خطأً كبيرًا.
ليس من المبالغ في الحديث عن أن هذه المفكرات قد حافظت على صلابة الحضارات الحديثة بقدر ما تهددها، وأن العمل الجاد لإيجاد حلول منطقية يصبح الآن ضرورة ماسة.
فالوقت ليس على جانبنا في هذه المسألة المتفجّرة، وكل إجراء قام به الإنسان منذ بداية حضارته يشير إلى أن الخيارات المستقبلية لا تزال في متناول أيدينا.
فكرة أن كونًا نُظم خصيصًا للسعادة قد يتحطم بسبب ضغط أزرار صغيرة تجعل الإنسانية تفكر في مستقبلها.
هل نُهدي حياتنا وحياة الأجيال القادمة لمشروع خيال بدون جدوى أم نتعاون لإيجاد إرث مستدام؟

12 Комментарии