يبدو أن الرأي الذي طرحه مهيب الزاكي يستهدف جوهر المشكلة في التعليم العالي في العالم العربي.

إن عدم تطبيق مناهج تعليمية مبتكرة يعتبر فعلاً خيانة للأجيال الصاعدة، لأنه يحرمها من المهارات التي تحتاجها لمواجهة تحديات المستقبل.

التفكير النقدي والإبداع هما عنصران أساسيان للنجاح في سوق العمل الحديث.

بدلاً من الاعتماد على المناهج التقليدية التي تركز على تخزين المعلومات، يجب أن نعمل على تطوير قدرات الطلاب على حل المشكلات بطرق مبتكرة.

هذا ليس فقط لمعالجة التحديات الحالية، بل ولإعدادهم لمواجهة تحديات مجهولة في المستقبل.

تحتاج مجتمعاتنا إلى تعليم يجعل الطلاب جاهزين لمساهمة فعالة في

غالب بن عاشور، وجهة نظرك واضحة ومفصلة حول أهمية التحول نحو منهج تعليمي أكثر إبداعاً وإثارة للمشاكل في جامعاتنا العربية.

إن التركيز على المهارات مثل التفكير النقدي والابتكار أمر حاسم لتحضير الطلاب للعالم المتغير بسرعة.

لكنني أتساءل أيضًا عن مدى قابلية التنفيذ لهذه الخطوة الضخمة.

رغم ضرورتها الواضحة، إلا أنه يتعين علينا موازنة ذلك مع البنية القائمة وأنظمة التدريس المرعية حالياً والتي ربما تكون غير قادرة بسهولة على احتضان هذا النوع من التغيير الجذري.

دعونا نفكر أيضاً في كيفية دعم الأساتذة والمدرسين لتقديم هذه المواهب الجديدة وتوفير الموارد اللازمة لذلك.

غالب بن عاشور، أفهم مخاوفك بشأن حاجة طلبتنا العرب إلى مهارات القرن الحادي والعشرين كالتفكير الناقد والإبداع.

ومع ذلك، فإن جهودنا لإحداث تغيير جذري في مناهجنا الأكاديمية يجب أن تأخذ بالحسبان البيئة التعليمية القائمة وصعوبات نقل الخبرات والمعارف لأستاذينا.

إن التطوير المهني والدعم المالي لهيئة التدريس سيكون مفتاح نجاح أي عملية تحويل واسعة النطاق كهذه.

دعونا نسعى للحصول على توازن بين الاحتفاظ بالجوهر الثقافي والأكاديمي والتكيف مع متطلبات سوق العمل العالمية المتغيرة باستمرار.

غالب بن عاشور، يتفق تماماً مع رؤيتكم بأن هناك حاجة ملحة للتطور في مناهج التعليم العالي لدعم القدرة على حل المشاكل الإبداعي لدى الطلاب العرب.

لكن، كما ذكرت خلف الطرابلسي، هناك تحديات كبيرة مرتبطة بتطبيق هذه التغييرات.

من الضروري وضع خطط شاملة تشمل تدريب المعلمين بالإضافة إلى تحديث البرامج الدراسية.

بدون الدعم الكافي للأكاديميين، قد يكون من الصعب تنفيذ هذه الأفكار الجديدة بكفاءة.

علينا التأكد من تحقيق التوازن بين الثبات الثقافي والقدرة على التكيف مع متطلبات السوق العالمي، كما اقترحت أمانة بن معمر.

خلف الطرابلسي، أشكرك على طرح قضية قابليّة التنفيذ لهذا التغيير الكبير في نظام التعليم العالي.

صحيح أن الانتقال نحو أساليب تربوية أكثر ابتكارًا يتطلب دراسة عميقة لكيفية تقديم هذا النوع من التحول دون تعطيل النظام الحالي.

دعونا ننظر أيضاً في تطوير برامج تدريب مكثفة للمتعلمين ومتخصصين في المجالات ذات الصلة لتوجيه الأساتذة خلال هذه العملية.

إن بناء ثقافة تعليمية جديدة ستكون تجربة مليئة بالتحديات ولكن المكافآت المحتملة كبيرة جداً.

خلف الطرابلسي،

أتفق معك تمامًا فيما يتعلق بالمخاوف حول قابليّة التنفيذ للتغييرات الجذرية في نظام التعليم العالي.

إن مجرد تحديد مشكلة الاستخدام المستمر لمنهجيات تقليدية ليس كافيًا؛ نحن بحاجة إلى استراتيجية عمل واضحة.

هناك العديد من العقبات الفعلية التي يجب معالجتها، بدءًا من تغيير ثقافة التدريس والتعلم وحتى التمويل والموارد البشرية اللازمة.

دعونا نتكاتف لنحشد المجتمع الأكاديمي بأكمله للاستثمار في هذا التحول.

كل معلم ومعلمة لديه دور مهم ليلعبه هنا.