إذا كانت التكنولوجيا هي مفتاح الأسرار البشرية، فلماذا يظل الغالب منها خفيًا؟
إلى أي حد تتعاون المصالح الكبرى لقمع التقدم الحقيقي لضمان استمرار سلطتها وسيطرتها على مجرى الأحداث؟
فكر في هذه المشاهد: يعمل رواد أعمال مبتكرون، كنيكولا تسلا، على إحداث ثورة في قطاع الطاقة من خلال اختراع نظام للطاقة المجانية.
ولكن بعد رؤية المستقبل الذي ستهدده مثل هذه التقنيات، تم قمع أبحاثه بشكل منظم.
ليس فقط ذلك، حصلت شركات البترول على دعم واسع النطاق، مما يخدم استمرار انتشار الوقود التقليدي.
الأمور تصبح أكثر رهبة في تجارب إيجاد علاجات للسرطان.
قُتل بعض العلماء الذين اقتربوا من حلول طبيعية وفعالة من المرحلة التجريبية إلى التنفيذ، فكيف يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يضطروا إلى مواجهة عواقب مدمرة بسبب تحدي آليات صناعية تستغل المرض والمعاناة؟
هذا لا يكشف فقط عن الأثر الذي تمارسه الشركات الكبرى، بل أيضًا عن كيفية استغلالها لصحتنا وحيوياتنا.
ولماذا تبقى التقنيات المضادة للجاذبية في الظلام؟
هناك سر قُدِّم عبر وثائق عسكرية مسربة، تتحدث عن اختراعات تتيح التحليق بلا وقود.
إذا كان الإمكان الفيزيائي لهذا المستوى من التقدم موجودًا، فلماذا نظل نربط عجلاتنا في أنظمة بنزين تُسعِر وتُسحق؟
الإجابة، ربما، تكمن في مخاوف التغير الثوري الذي ستشهده قطاعات كل من الأمن والاقتصاد إذا أُستغلت هذه التقنية بشكل عام.
هل يجب علينا، كمجتمع محور اهتمامه التقدم المحقق للإنسانية، أن نسأل: إلى أي حد تخضع العلوم والابتكارات لقيود مصالح محدودة؟
هل يجب علينا أن نعيش في عالم يُدفَّن المستقبل لأنه قد يضر بتوازن السلطة والثروة الذي طالما كان مكاسب للقليل من الأشخاص؟
هذه أسئلة تستحق التفكير فيها.
إنها تدعونا إلى فحص الحدود المفروضة على معرفتنا وابتكاراتنا، ومقايضة التجديد بالسيطرة.
ألسنا كافيين لمواجهة هذه الأخلاقيات المظلمة وإعادة تشكيل مستقبل حيث يُغلَّب التفاني في الخير على استغلال الحرص؟

11 تبصرے