رحلة الإسلام والنصرانية في مصر: تأثير السلطة والقمع الثقافي

في رحلة انتشار الأديان عبر العصور، تُظهر تجارب مصر دروسًا صعبة حول استخدام القوة السياسية لإملاء معتقدات معينة.

وفقًا للقس منسى يوحنا، رسم الإمبراطور ثيوديوس سياسة تحظر الديانة المصرية، مما أدى إلى اغلاق المعابد واستبدالها بالإيمان المسيحي كمذهب وحيد مُعتَرف به.

يعزز الكاتب القبطي أنطون زكي وكذا المؤرخ الفرنسي غوستاف لوبون وجهة النظر ذاتها، مشددين على مدى القسوة التي اتخذتها المسيحية آنذاك في فرض نفسها بالقوة البدنية والفكرية.

هذه الأحداث المؤسفة لها تداعيات بعيدة المدى.

فقد أدت إلى انهيار الحضارة المصرية القديمة وفقدان اللغة والثقافة المصرية التقليدية.

كما تعرضت المكتبات العامة ومعاهد العلم لهجوم ممنهج، الأمر الذي يعكس مستوى التطرف والتشدد الديني غير المسبوق.

مثال واضح لذلك قصة قتل هيباتيا السكندرية الشهيرة، والتي تعتبر رمزا للحكمة والتسامح الثقافي المبكر.

إن ذكرى هذه الأيام المريرة يجب أن تكون درساً مستمرا لنا اليوم.

فهي تؤكد ضرورة احترام تعدد اللغات والديانات والحفاظ عليها باعتبارها سمات أساسية للهوية الإنسانية المتنوعة.

إن قبول واحتضان الاختلافات بدلاً من القضاء عليها هي الطريق نحو مجتمع أكثر سلاماً وعقلانية.

11 Kommentarer