أزمات العقل البشري والعقيدة الصحيحة

في مواجهة مفارقات العقل البشري، يؤكد الإسلام على قصور الإنسان في مجالات عدة:

1.

التشريع: مهما بلغ ذكاؤنا وإبداعنا، التشريعات الهادفة تتطلب الوحي الإلهي؛ فالابتكارات الإنسانية تستمد جذورها غالباً مما ورد بوحي من الله بدايةً من قصة علم الله تعالى آدم أسماء كل شيء.

2.

الإبداع المستقل: يتحدى الكفر بشدة فكرة استقلال العقل البشري تماماً واستقلال تفكيره حتى وإن نفى وجود خالق.

فهذا الرأي غير منطقي، وهو تناقض فاضح بأبسط مستويات التفكير العقلي.

3.

الانحراف الأخلاقي: يتيح العقل البشري للإنسان اختراع طرق جديدة لعرض الخير بصورة الشر وأيضًا صورة الشر كالخير ("يلبسون الحق بالباطل").

وهذا دليل آخر على حدود القدرات العقلية عندما نتحدث حول تحديد المعايير الأخلاقية والحكمة الربانية الواضحة لها.

4.

تعريف الحدود: ليس ضمن اختصاصات وعقلنة البشر وضع التعريفات النهائية للقضايا الأساسية مثل الخير والشر وما بينهما من اختلاف واضح -هذه مسائل تحتاج لإجابة ربانية حتمية حسب اعتقاد المسلمين.

5.

محاولة عبثية: تصبح المحاولات الفلسفية والفكرية للإنسان لاستقصاء الأمور الإلهية نوعٌ من أنواع اللعب بقدرات أعلى منه بكثيرٍ بكثيرٍ وقدسية أكبر كذلك، وهي تقارب انتهاك حرمة مقام سامٍ بما لا يحق للعقل التعدي إليه أصلاً.

يتبين لنا هنا مدى أهمية الاعتراف بحدود معرفتنا الإنسانية القاصرة مقارنة بالحكمة الإلهية وحاجة المجتمع المدني لتوجيهات سماوية ثابتة للحفاظ على النظام والتقدم نحو حياة أكثر عدالة وانسيابية وفق رؤى واضحة الثبوتيات والقيم الراسخة داخل هيكل عقائدي موحد المصدر والسلوكيات المرسومة بإتقان مطلق بواسطة الحكم الأعلى للكون الذي ينظم حياتنا ويحقق توازنها بشكل فعال ومنصف

6 التعليقات