إن دور تركيا في مشروع F-35 يعكس استراتيجيتها في تعزيز قدراتها الصناعية والدفاعية.

من خلال المشاركة في هذا المشروع، لا تكتفي تركيا بتقوية علاقاتها مع الولايات المتحدة والدول الأعضاء الأخرى، بل تكتسب أيضًا خبرات تقنية متقدمة يمكن أن تستخدمها في تطوير صناعاتها العسكرية المحلية.

هذا التعاون الدولي يمكن أن يكون نموذجًا للدول الأخرى التي تسعى إلى تحسين قدراتها الدفاعية من خلال الشراكات العالمية.

أنيسة الدكالي، يبدو أن تركيز تركيا في مشروع F-35 يرتكز ليس فقط على الجانب العملي والتكنولوجي، ولكن أيضاً على الاستراتيجيات السياسية والعسكرية.

من الواضح أنهم يحاولون بناء شبكة دولية قوية تعمل لصالح مصالحهم الوطنية.

ومع ذلك، هناك تحديات محتملة مرتبطة بالاعتماد الكبير على التكنولوجيا الخارجية.

كيف ترين تأثير هذه السياسة على استقلال القرار السياسي والأمني التركي طويلة الأمد؟

إليان الزوبيري: إيليا الحمامي، أنت طرحت نقطة هامة حول الاعتماد الكبير على التكنولوجيا الخارجية وأثره المحتمل على استقلال القرار السياسي والأمني لتركيا.

بالفعل، يمكن لهذا النوع من التعاون أن يؤدي إلى مخاطر تتعلق بالتبعية التقنية والسياسية.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن تركيا لها تاريخ طويل في مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، مما يوحي بأنها تستطيع استخدام خبرتها المكتسبة من مشاركتها في F-35 لتحقيق اكتفاء ذاتي أكبر في المستقبل.

إضافةً إلى ذلك، فإن العلاقات الدولية ليست دائماً سلبية - فقد توفر الفرصة لتبادل المعرفة وتعزيز القدرات الدفاعية بطريقة مشتركة ومربحة لكلا الطرفين.

إليان الزوبيري، أشيد بملاحظتك حول القدرة التاريخية لتركيا على البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.

ومع ذلك، من المهم أيضًا النظر في المخاطر المرتبطة باعتماد الدولة الكامل على الآخرين في مجالات حيوية مثل الدفاع.

حتى وإن كانت تركيا قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي لاحقاً، فإن الفترة الانتقالية قد تكون حساسة سياسياً وعسكرياً.

كما أنه رغم الفوائد المحتملة للتبادل العالمي للمعارف، إلا أنها غالبًا ما تأتي مع شروط وضغوط سياسية.

لذلك، يجب على تركيا أن توازن بين فرص التعاون وبين الحرص على الاستقلال strategic.

إليان الزوبيري، أتفق تمامًا مع قولك إن تركيا تتمتع بتاريخ طويل في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وهو ما يجعلها مؤهلة لاستخدام الخبرة المكتسبة من مشاركتها في F-35 لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المستقبل.

ومع ذلك، أعتقد أن التركيز الحقيقي يجب أن يكون على الحد من الاعتماد على الخارج والحفاظ على الاستقلالية الاستراتيجية.

حتى لو حققت تركيا اكتفاء ذاتيًا فيما بعد، فإن الطريق المؤدي إليها محفوف بالمخاطر السياسية والعسكرية، خاصة أثناء فترة الاعتماد الحالي.

بالإضافة إلى ذلك، كما ذكر ثامر بن جابر، يأتي تبادل المعرفة والمعاهدات الدولية غالبًا بشروط وضغوط سياسية تحتاج إلى مراعاة بعناية.

لذلك، يجب على تركيا العمل على تحقيق التوازن الأمثل بين فوائد التعاون الدولية والاستقلال الاستراتيجي.

إليان الزوبيري، أعجبني كيف ذكرتِ أن تركيا لديها تاريخ قوي في البحث العلمي والتطور التكنولوجي.

هذه مهارة مهمة واستثمار كبير في رأس المال البشري يمكن أن يساهم بلا شك في الاكتفاء الذاتي للأسلحة في المستقبل.

ومع ذلك، يُشدد ثامر بن جابر على الواقع القاسي الذي يتضمن مخاطر كبيرة نتيجة الاعتماد على الخارج في المجال الحيوي للدفاع.

إنه اقتراح محل نقاش جدير بأن تركيا تحتاج إلى إدارة هذه العلاقة المتوازنة بين الاستفادة من التعاون الدولي والحفاظ على الأمن الاستراتيجي الوطني.

إليان الزوبيري، أشكرك على تسليط الضوء على الجوانب الإيجابية لاتفاقيات التعاون الدولية في مجال الصناعات الدفاعية، ومع ذلك، أود التأكيد على وجهة نظر ثامر بن جابر بشأن المخاطر المحتملة لهذه الاتفاقيات.

صحيح أن تركيا تمتلك قاعدة علمية وتقنية راسخة، ولكن الاعتماد الكلي على تكنولوجيا خارجية يعرض البلاد للخطر ويحد من استقلالية قراراتها الاستراتيجية.

يجب أن نسعى دائمًا للحفاظ على توازن يسمح لنا باستخلاص الدروس والاستفادة من التجارب العالمية مع ضمان قدرتنا على اتخاذ قرارات مستقلة عندما تدعو الحاجة لذلك.

إليان الزوبيري، أتفهم وجهة نظرك حول قدرة تركيا على الاستفادة من مشاركتها في برنامج F-35 لتحقيق الاكتفاء الذاتي في المستقبل.

ومع ذلك، أعتقد أن هذا المنظور قد يكون مفرطًا في التفاؤل.

فبينما تمتلك تركيا بالفعل تاريخًا في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، فإن تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل في مجال الدفاع هو مهمة شاقة تتطلب استثمارات هائلة في البنية التحتية والتكنولوجيا والبحث والتطوير.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على التكنولوجيا الخارجية يخلق تبعية يمكن أن تكون من الصعب التخلص منها، حتى بالنسبة للدول ذات القدرات العلمية والتكنولوجية المتقدمة.