ثورات وثوابت: بين تصفية الأصول ومآلات الدول

في ظلّ الديون المتراكمة والأزمات الاقتصادية العالمية، تُطرح أسئلةٌ حاسمة حول مستقبل البلدان وعِرقِها الوطني.

فما هي "تصفية الأصول" وكيف تؤدي إلى ما يُسمَّى "الدولة الفاشلة"?

تصفية الأصول، كما يُعرِّفها البعض، هي العملية التي تقوم بها الدولة عاجزةً عن دفع ديونها واستردادها عبر بيع ممتلكاتها الخاصة.

هنا يكمن الخطر الأكبر: فقد تفقد الدولة سيادتها شيئًا فشيئًا وتتحول إلى مجرد دمى بيد دائنيها.

وهذا ليس مجرد تخمين؛ فهناك أمثلة تاريخية توضح كيف يمكن أن تسقط دول بأكملها في دوامة الفشل إذا تركت بدون مراقبة شعبيّة ورقابيّة فعالة.

إن بيع الثروات الوطنية دون شفافية هو عمل إجرامي بحق الأجيال القادمة.

فهو لا يقضي فقط على فرص الاستقلال الذاتي والتنمية المحلية، ولكنه أيضًا يعيق قدرة البلاد على مواجهة التحديات الطبيعية وغير الطبيعية مثل جائحات مثل كورونا - التي حلَّت بثقلها خلال السنوات الأخيرة.

ويُذكِّر التاريخ بأنه بينما كانت حالات مثل SARS و MERS محدودة نسبيًا، فإن تهديدات كامنة كهذه تستمر في الانتشار بسبب اختلال توازن السلطة العالمي وانعدام المساءلة المحلية.

هذا الربط بين استنزاف موارد الوطن والدخول تحت وطأة الدين الخارجي ليس بالأمر الجديد – لقد شهدنا بالفعل مثالاً برز مؤخرًا حيث تم الاتفاق على بيع جزيرتين صوماليَّتين لتونس مقابل تنازل مُزعوم عن جزء كبيرٍ من دَين تونسي سابق لإثيوبيا!

ومع ذلك، فالهدف الأساسي لهذه السياسات التدميريّة غايتهم النهائية جعل تلك المجتمعات تعتمد تمام اعتمادها على جيوش الشركات الدولية وشركات القطاع الخاص لتحقيق ربح قصير المدى فوق حساب الضرر طويل الأجل لحاضر ومستقبل شعب كامل!

ولهذا السبب تحديدًا يجب أن نكون يقظين ومتحمسين للحفاظ على استقلاليتنا ووحدة مجتمعاتنا ضد مخططات الاجتياح والاستعمار الاقتصاديين.

إن الدفاع عن حقوقنا وحماية ثرواتنا أمر ضروري لبناء عالم أفضل لنا جميعًا.

فلنتوقف الآن ونبدأ العمل نحو مستقبل يصنعونه أبناء وطن واحد متحدون بقيمه المشتر

6 Kommentarer