يعرض لنا المنشور المطروح بإيجاز قضية مهمة حول عزوف بعض الشركات الصغيرة الحجم عن الاندماج المتكامل ضمن مستجدات العصر الرقمي وتكنولوجيته الحديثة رغم كون تلك الخطوات محفزة للتطور والنمو الإداري والأعمالى لها وللمجتمع كذلك.

يقترح المؤلف ضرورة تقليل الاعتماد الحالي للمؤسسات التجارية المتوسطة والصغيرة – خاصة- تجاه المفاهيم التقليدية وإعطاء الأولوية لمتابعة اتجاهات السوق المستحدثة والتي غالبا ما تكون متصلة بتطبيقات الإنترنت وأدواته المختلفة وتحسين مهارات عملهم سويا .

إضافة لذلك يدعو إلى عدم اعتبار عملية التحديث والتوجه نحو العالم السحابي أمرا اختيارياً فقط ،بل يجب التعامل معه كوحدة أساسية للاستمرارية والحفاظ علي قدرتهم التسويقية والإنتاجية أكثر منه اعتباره اختبارا يقررون البقاء فيه أم الرحيل مجبراً عنه بسبب المنافسين الأقوياء الذين يسلكون الطريق نفسه حاليا.

وفي نظري الخاص فإن تطوير أي منظومة عمل تتضمن جانب العناصر البشرية القائمة عليها يبقى دائماً أهم عنصر يؤثر فيما بعد في مصيرها وسيرورتها نحو الأمام بدون شك, كما يتوجب الأخذ بعين الاعتبار مدى اطلاع الأفراد المشغلين لهذا العمل التجاري بما يعنيه توجه مؤسساتهم الجديدة وما إذا كانت لديهم المهارات والمعرفة اللازمة للنهوض بهذه المهمة ام أنها تحتاج تدريب مكثف لفترة محددة كي يتمكنوا حقاً من الانتقال والاستمرار تحت مظلة عالم الأعمال الحديث ومتغيراته.

ختاما، أتفق مع وجهة نظر الكاتب "الفاسي بن منصور" حيث يشكل الإنفتاح أمام الجوانب الإلكترونية عامل حيوي لكل صنف تجاري لكن بشرط توفر خلفية معلوماتية وفنية لدى موظفيه أيضاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي التدريجي لمنظماته وذلك عبر تحديد مراحلها قياساً لرأس مالها الأساسي وبالتالي رسم خارطة طريق واضحة المعالم قبل البدء فعليا باتجاه مشروع رقمنتها الجديد تماماً.

لطيفة البوخاري،

أقدر اهتمامك بالجانب البشري في عملية التحول الرقمي.

صحيح تمامًا أن الاستثمار في التعليم والتدريب للعاملين أمر حاسم.

ولكن دعنا لا نتوقف عند نقطة التركيز على الجانب البشري وحدَه.

إنه أيضًا عن تقديم الفرصة والشجع للشركة لممارسة نموذج أعمال جديد قد يكون أكثر إنتاجية ومربحًا.

الشركات الصغيرة يمكنها التفوق إذا عرفت كيفية استخدام الأدوات الرقمية بكفاءة لإدارة عملياتها وتوزيع منتجاتها أو خدماتها.

الأمر ليس فقط عن الهروب من التهديدات، بل عن اغتنام فرص الربح والخلق والاستدامة في الاقتصاد الرقمي.

مروة الرشيدي،

أتفهم التأكيد على دور أدوات الرقمنة في تمكين الشركات الصغيرة، ولكن لا يجب إغفال أهمية العنصر البشري أثناء هذه العملية.

صحيح أن هناك فرصة لتطوير نماذج أعمال جديدة أكثر ربحية وكفاءة، ولكن إعداد الموظفين لهذه النماذج يجب أن يأتي أولاً.

الاستثمار في التعليم والتدريب سيساعد هؤلاء الموظفين على فهم ومعالجة التغيير، مما يؤدي إلى نجاح أكبر للشركة بأكملها.

شفاء الكيلاني،

أوافق على أنه ينبغي للأعمال الصغيرة أن تستثمر في التعليم والتدريب لموظفيها خلال تحولها الرقمي.

يعد بناء القدرات البشرية عاملاً رئيسيًا في تحقيق النجاح في هذا السياق.

ومع ذلك، يبدو أن تركيزنا أصبح شديدًا على الجزء البشري وحده بينما نفتقد منظورًا شاملًا.

التحول الرقمي ليس مجرد تغيير في الطريقة التي يعمل بها الناس فقط، ولكنه أيضًا خلق فرص جديدة باستخدام الأدوات الرقمية كجزء أساسي من العمليات التجارية.

إن الجمع بين التعليم والتدريب مع تطبيق هذه التقنيات بطرق مبتكرة يمكن أن يخلق بيئة مثالية للنجاح.

لذا، يجب أن نسعى للتوفيق بين الاثنين للحصول على أفضل النتائج.

زهرة المغراوي،

أتفق معك بأن تركيزنا ربما انتقل كثيرا نحو الجانب البشري.

صحيح أن التدريب والتعليم هما أساسيان، لكن لا يجب أن ننسى أن التحول الرقمي يتطلب أيضا تحديث الأنظمة والموارد.

يحتاج المؤسسون الصغار للشركات لأن يعرفوا كيف يستخدمون هذه الأدوات الفنية ليس فقط للبقاء في المسار, ولكن أيضا للتميز.

يجب أن يكون هناك توازن بين الاستثمار في الإنسان واستخدام التكنولوجيا للإبداع والابتكار.

زهرة المغراوي،

أتفهم وجهة نظرك حول الحاجة الملحة للتكامل بين استثمار الشركة في تنمية قدرات موظفيها وخلق فرص جديدة باستخدام الأدوات الرقميّة.

إن إنشاء توازن دقيق بين هذين النهجين يعد أمرًا حيويًا لتحقيق النمو المستدام لشركات القطاع الصغير والمتوسط.

إلا أنني أشعر بأنه يوجد خطرٌ في التركيز الزائد على الجانب البشري وقد يغيب عن ذهننا أهمية النظام والأدوات الداعمة للتحول الرقمي بفعاليّة.

لذا، يبدو أنه من الضروري تعديل تركيزنا قليلاً من أجل ضمان أن يحصل كلٍّ من القدرات الإنسانية والتقنية على الاهتمام والعناية اللازمَين.

شفاء الكيلاني،

أتفهم اعتقادك بأن الاستثمار في التعليم والتدريب ضروري للغاية للشركات الصغيرة أثناء التحول الرقمي، ولكن يبدو أنكِ ترين الأمر كمهمة بشرية بحتة.

صحيح أن تدريب العمال مهم، لكن من المهم أيضاً أن تتذكر أن التحول الرقمي هو تقني ومؤسسي بشكل كبير.

إنه لا يتعلق فقط بإعداد الأشخاص للتكيف؛ بل يتعلق بتوفير الأدوات والبنى الأساسية المناسبة لدعم هذا التغيير.

بدون التركيز على الجوانب التقنية والتشغيلية، فإن جهود التدريب ستكون أقل فعالية بكثير.

لطيفة البوخاري،

أقدر اهتمامك بالتركيز على المعايير التقنية والتشغيلية أثناء التحول الرقمي، فهو جانب حاسم بالتأكيد.

لكن دعينا نتوقف لحظة لنذكر بأن الأفراد هم عماد أي مؤسسة.

نعم، الأدوات والبنى الأساسية مهمة، ولكن بدون فريق قادر على استخدامها وفهم تأثيرها، ستظل هذه الأدوات غير مجدية.

لذلك، دعونا نحافظ على هذا التوازن، ولا نقلل من السلطة الناعمة للعنصر البشري ضمن عملية التحول الرقمي.