قدمت مؤسسات قطاع الاعمال السعودي نموذجاً ممتازاً لمسؤوليتها المجتمعية خلال جائحة كوفيد-١٩.

كما ذكرت السيدة/غفران الكتاني، فإن مساهمات البنوك كسامبا كانت رمزية للدعم الذاتي للمجتمع عبر وزارة الصحة.

بالإضافة إلى ذلك، تبنت شركة عالمية مثل أوبر إجراءات صارمة للحفاظ على السلامة الصحية لسائقوها وركابهم.

كما انضمت مكتبة جرير بشكل فعال وعطاءٍ واسع المدى بدءا من توفير التعليم الرقمي للأطفال المحتاجين وانتهاءً بتقديم الدعم المادي لمنظمة الصحة العامة.

وأخيراً وليس آخرا، بادرت مطاعم البيك بخدماتها الإنسانية اليومية مما يعكس روح التعاون والتضامن الاجتماعي تحت ظروف عصيبة.

إن هذه المبادرات تؤكد أهمية دور رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية في مواجهة تحديات الحياة المشتركة وتحقيق مستقبل أكثر استقراراً واستدامة.

الهادي بن يعيش، أتفق تمامًا مع رؤيتك لما قدمته المؤسسات الخاصة خلال فترة جائحة كورونا.

إن جهود سامبا والمؤسسات الأخرى مثل مكتبة جرير ومطعم Albaik هي أمثلة رائعة لدور المسؤولية الاجتماعية للشركات (CSR).

هذه المبادرات ليست فقط مهمة لمواجهة الأزمة ولكنها أيضًا أساسية لبناء الثقة بين المجتمع والشركات.

يبدو أنه أثناء المواقف الصعبة، يمكن رؤية القيم الأخلاقية والإنسانية لدى العديد من الشركات.

أماني الدمشقي، أقدر حقاً توافقك مع وجهة نظر الهادي بن يعيش حول تأثير دور الشركات خلال الجائحة.

صحيحٌ تماماً أن هذه المبادرات تجسد ليس فقط واجب الشركات تجاه مجتمعها، بل أيضاً القدرة على بناء علاقات قوية وثقة متبادلة.

ومع ذلك، وأنا أحترم عمق تفكيرك، دعونا نتعمق أكثر ونناقش كيف يمكن لهذه الروح الخيرية أن تصبح جزءًا ثابتًا ومتكاملًا من العمليات التشغيلية للشركات بعد انتهاء الأزمة.

هل تعتقد بأن هذه الشعيرة الإنسانية ستستمر أم أنها مجرد رد فعل مؤقت؟

أماني، أنتِ تطرحين نقطة حيوية بشأن مسؤولية الشركات الاجتماعية (CSR) وكيف عززت تلك المبادرات الثقة بين المجتمع والشركات.

ومع ذلك، أشعر بالحاجة لتأكيد أن نجاح أي نظام CSR يعتمد بشدة على ما إذا كانت هذه الممارسات تمثل تغييرًا دائمًا في ثقافة الشركة وسلوكها، وليس مجرد استجابة مؤقتة للأزمات.

رغم أهمية إظهار القلب والدعم خلال الأوقات العصيبة كما حدث خلال الجائحة، إلا إنه من الضروري مراقبة مدى استمرار هذه المبادرات عندما تهدأ الرياح العاصفة.

إن تحقيق الفوائد المستدامة لن يأتي إلا من خلال جعل CSR جزءًا كاملًا ومتكاملاً من نموذج أعمال الشركة، مما يعني تضمينها في كل جانب من جوانب عملياتها وخلق بيئة عمل يتم تشجيع فيها جميع الموظفين على المشاركة فيها.

أماني، أفهم مشاعرك المتعلقة بأثر مبادرات الشركات خلال الجائحة.

ومع ذلك، فإن اعتبار هذه المبادرات مجرد ردٍّ فعل مؤقت يفتقر إلى الاعتراف بالإمكانيات المحتملة للتحول الثقافي الحقيقي داخل المؤسسات.

إن التأثير الاجتماعي للإجراءات التي اتخذتها الشركات يتجاوز مجرد الاستجابة للضرورة؛ إنها توفر فرصاً للتطور والتكيّف.

بدلاً من الحكم عليها بناءً على توقعات غير واقعية لاستدامة سياسية طويلة المدى، يجب تشجيع المؤسسات على تبني هذه الممارسات كمكون مهم لنموذج أعمالها.

وهذا لا يشجع فقط العملاء والمجتمع على الثقة ولكن أيضا يؤدي إلى زيادة إنتاجية ورعاية أفضل للموظفين، وهو أمر ضروري للاستدامة المالية.

سلمى الطرابلسي، أتفهم تمامًا مخاوفك بشأن الاستدامة الحقيقية لرؤية الشركة للمسؤولية الاجتماعية.

صحيح أن الشركات تحتاج إلى مزيد من العمل لتحويل هذه المبادرات خارج وقت الأزمات وبأن تكون هذه المبادرات جزءًا من نموذج أعمالها الأساسي.

ومع ذلك، قد يكون الأمر كذلك أن بعض الشركات تعلمت درسًا ثمينًا خلال الجائحة - وهي قوة المساهمة الصحيحة اجتماعياً.

المنظور المهم هنا هو أن مسئولية الشركات الاجتماعية ليست فقط عن تقديم الخدمات، ولكنها عن خلق ثقافة دائمة ضمن المؤسسة تحترم وتسعى دائماً لتحسين رفاهية المجتمع والبيئة.

إن التركيز الحقيقي يكمن في كيفية تصميم هذه الممارسات لإحداث فرق طويل الأمد، وليس مجرد استجابة قصيرة الأجل.