حروبٌ بلا نهاية وصراعاتٌ دونِ هدفٍ واضحٍ: دروسٌ مستخلصةٌ منذ عقود غالبًا ما يتم تجاهل الدروس التاريخية أثناء اشتعال النيران والحماسة المتزايدة للمواقف السياسية الحالية.

ولكن، كما ذكر الوزير الأمريكي السابق هِنْرِي كِيسَنْغر في مقاله الشهير عام ٢٠١٤، فإن المحك الحقيقي لأي صراع يكمن في كيفية نهايته وليس بداية اشتعاله.

استعرض كيسَنْغر تجربته الواسعة حيث شهد انهيار ثلاث دول ضمن حياته عبر حروباً بدأت بعنف ودعم شعبي قوي إلا أنها انتهت بموجه واحدة متوقفا فيها الجانبان عن القتال بشكل مفاجئ دون فهم سببا لذلك!

وهذا يشير إلى وجود خلل عميق فيما يتعلق بفهمنا الاستراتيجي للأحداث العالمية وأهدافنا منها .

ومن وجهة نظره الشخصية ، فان التعامل الحالي بشأن قضية اوكرانيا كتأكيد نفوذ القطب الشرقي مقابل الغربي سوف يؤدي حتماً لتدمير دولة صغيرة مثلها تماماً -حيث ستتحول لحالة فراغ واستنزاف قوى بين تلك الكتل العظمى– وهو أمر كارثي للغاية خاصة عندما تأخذ شكل صدام مباشر يعرض سلام العالم للخطر مجدداً !

وعليه فقد أكّد بأن الحل الأمثل لقضية كهذه يكون ببناء أرضية وسط تعزز دور الوسيط الحيادي الذي ينظر إليه الجميع بشروا ومسلمين وكافة الثقافات بانحيازه لصالح السلام والاستقرار العالمي وليس مصالح الجغرافيا والتاريخ البعيد الزمان والمكان .

وفي النهاية دعونا نتذكر دائما أنه مهما بلغ حجم الاختلاف السياسي وحجم المصالح المتعارضة ، فالهدف الأكبر والأسمى يبقى تحقيق رؤية مشتركة تتجاوز حدود التصورات الضيقة نحو حياة أفضل لكل البشرity بدون تمييز وفق ما رسخه الدين الاسلامي السمح وما جاء به من قيم سامية تدعو للتسامح واحترام الاخر بغض النظرعن توجهه وانتماءاته المختلفة كافة .

11 commentaires