في ضوء مقولة ابن القيم حول التأثير المتباين للراحة والصبر لدى الأفراد، يمكننا توسيع نطاق النظر إلى دور "النمو التدريجي" مقابل "الترقية المفاجئة".

قد تُثبت التغييرات الجذرية والسريعة سهولة التأثر بالأزمات بالنسبة للمجتمعات التي لم يتم تنمية قواعدها وحواجزها النفسية والعقلانية بعد بشكل متدرج.

غالباً ما تشكل المجتمعات البسيطة والبداوية مقاومة أكبر للتحديات الخارجة عن الشخصية بسبب طابع حياة أكثر تواضعاً وتكيُّفاً مع التقلبات الطبيعية.

ومع ذلك فإن التحسينات والتحديثات غير مدروسة ومبالغ فيها ربما تؤدي بدلاً من تقوية الذات الإنسانية، إلى خلق أجواء معتمدة ولينة مما يعجل بانحلال الأخلاق والقيم الأساسية.

وبالتالي فإن الاستعداد النفسي والجسماني للحفاظ ضد المصائب والأحداث المؤلمة لا يأتي فقط من الشدائد المرجعية بل أيضاً من عملية بناء تدريجي وقوي للهيكل الاجتماعي والفردي الداخلي.

11 Kommentarer