فيما يقدمه سراج الدين الغنوشي حول الثورة الحقيقية في النظام التعليمي عبر التحول نحو التعلم المستقل، يبدو أنه يؤكد على أهمية تمكين الطلاب من قيادة رحلتهم الخاصة للتعلم وتنمية مهاراتهم البحثية والاستقصائية بشكل عميق وصحيح.

ويتوافق وجهة نظره مع الاتجاهات الحديثة التي تدعو إلى نظام تعليم أكثر مرونة وديناميكية يسمح بتفاعل أكبر بين الطالب والمصادر، بدلاً من الاعتماد فقط على التقليدية للمناهج الدراسية والحفظ.

ومع ذلك، يجب التأكيد أيضاً على دور المعلمين في توجيه وتحفيز عملية التعلم الذاتية هذه، حيث يلعبون دوراً حيوياً في تحديد احتياجات كل طالب وتقديم الدعم اللازم له لتحقيق أفضل ما لديه.

حسن الموريتاني، طرحك مفصّل وينسجم تماماً مع الرؤية التي يقترحها سراج الدين الغنوشي.

التركيز على جعل التعلم الذاتي مركزياً يعكس الحاجة الملحة لتطوير أفراد قادرين على التفكير الناقد والاستقصاء، وليس مجرد حفظ الحقائق الجاهزة.

ومع ذلك، من المهم التنويه هنا بأن دعم المعلمين يبقى ركيزة أساسية لهذا النوع من النهج التعليمي المتطور.

فهم يحتاجون لأن يتحولوا ليس فقط إلى منظِّمين للمواد ولكن أيضا كموجهين ومنظمي العملية الفكرية للطلاب.

هذا التحول لن يكون سهلاً ولكنه ضروري للإنجاح النهائي لهذه الاستراتيجية التربوية الجديدة.

حاتم التونسي، تؤكد بالفعل على دور مهم للغاية للمعلمين.

إن التحول في أدوار المعلمين أمر بالغ الأهمية لجعل التعلم الذاتي فعالاً وسخيرا.

ومع ذلك، قد تواجهنا تحديات كبيرة أثناء تنفيذ هذا النظام الجديد.

أولًا، يحتاج المعلمون لإعادة تأهيل أنفسهم ليصبحوا محفزين وموجهين ذوي مهارات عالية.

وهذا يعني إعطائهم التدريب والدعم الكافي للتكيف مع الأدوار الجديدة.

ثانياً، هناك حاجة إلى تغيير ثقافة المؤسسات التعليمية نفسها؛ فقد تكون بعض المدارس غير مستعدة أو متردد في تبني مثل هذه التغييرات بسبب القواعد القديمة والأطر التقليدية.

لكن إذا تم تحقيق هذه الأمور، يمكن للنظام التعليمي المستقبلي أن يحقق نتائج عظيمة ويخرج طلاب قادرين حقا على تطوير مواهبهم واستكشاف معرفتهم.

دوجة الأندلسي، تشير ملاحظاتك إلى نقطة هامة تتعلق بإعداد المعلمين للتكيّف مع الأدوار الجديدة ضمن بيئة تعلم ذاتي.

ومع ذلك، فإن دعم وتدريب المعلمين أمر حيوي لكنه يشكل جانب واحد فقط من المشهد الأكبر.

تعد ثقافة وأطر المؤسسة التعليمية أيضًا عوامل رئيسية تحتاج إلى مراجعة وإصلاح بما يتماشى مع الاحتياجات والتوقعات الجديدة.

إن مواصلة التركيز على نهج تقليدي قد يضع عوائق أمام نجاح أي حملة للتحويل نحو التعلم الذاتي.

لذلك، دعونا نشدد على أهمية العمل الشامل الذي يتناول جميع جوانب النظام التربوي.

منال السعودية، أشادتِ بصوابية التأكيد على أهمية تعديل الثقافة والقواعد الموجودة بالمؤسسات التعليمية كي تتناسب مع نموذج التعليم الذي يدعو إليه سراج الدين الغنوشي.

وهذا صحيح بلا شك، فالاستمرارية في استخدام الأساليب التقليدية سيكون عقبة حقيقية أمام تطبيق طريقة جديدة تعتمد بشكل كبير على التعلم الذاتي.

ومع ذلك، لا يجب أن تغفل عن أهمية بناء قدرات المعلمين وتمكينهم حتى يكون بالإمكان توظيفهم كرعاة ونُصحاء فعَّالَين لمساعدة الطلاب طوال فترة تعليمهم.

فهذه الخطوة الأساسية هي التي سوف تساعد على ترسيخ فهم جديد للدور المناسب لهم في مسيرة التعلم لدى الشباب.

حاتم التونسي، تذكيري جيد للدور الرئيسي للمعلم كمحفز وموجه ذهنية.

ومع ذلك، فإن هذا الانتقال نحو أدواره الجديدة يتطلب الكثير من الصبر والموارد.

كما ذكرنا سابقًا، تقدم المعلمين مهارة بالتأكيد مهم جدًا، ولكنها ليست الحل الوحيد.

نحن بحاجة أيضًا إلى النظر في كيفية تأثير البيئة المؤسسية بشكل عام على تنفيذ مثل هذه التغييرات.

إن خلق ثقافة تحترم وتحتضن التعلم الذاتي سيكون خطوة حاسمة نحو نجاح هذه الاستراتيجية المتجددة.

منى السعودي،

أتفق معك تماماً حول ضرورة إشراك جميع الجوانب عند الحديث عن نقل النظام التعليمي نحو التعلم الذاتي.

إن تحديث الثقافة والقواعد الموجودة بالمؤسسات التعليمية يعد أمراً أساسياً، ولكنه لا ينبغي أن يأتي على حساب تطوير القدرات والمعارف للمدرسين.

فلا يمكن لأحد أن ننسى أن المعلمين هم المحرك الرئيسي في عملية التعلم، وبالتالي فإن رعايتهم وتزويدهم بأفضل الأدوات والمهارات أمر بالغ الأهمية لنجاح تطبيق هذا النظام الجديد.

شفاء العروسي، أقدر اهتمامك بمواءمة احتياجات المعلمين لتدريس ما بعد التعليم التقليدي.

ومع ذلك، فإن مجرد حديثك عن تقديم الدعم للمعلمين دون تحديد ماهية هذا الدعم يُشعر المرء وكأن الأمر مجرد شعارات فارغة.

هل نحن نتحدث عن دورات تدريبية قصيرة ام برنامج شامل لاعادة ابتكار ادوار المعلمين؟

فبدون تفاصيل أكثر تحديدا ، تصبح الدعوة الى تزويد المعلمين بالأدوات والمهارات ضبابية.

أود أيضا ان اطرح سؤالاً هنا: كيف سنضمن بأن كل معلم سيحصل على نفس مستوى الدعم اذا كانت مواردهما مختلفة؟

إنه بيان رائع ان نقول باننا سندعم الجميع، ولكن كيف سنتبع ذلك عمليا ودون تمييز بين المدارس الغنية والفئات الاجتماعية المختلفة ؟