زراعةٌ بلا دعم: تحديات وصمود!

تتنوع ثروات السودان الزراعية لكنها تواجه عراقيل متعددة.

فبين جبلي مرة وأصفر الأخضر، يتذمر المزارعون بسبب غياب الدعم اللازم لاستغلال هذه الثروات بشكل أمثل.

بينما تتكدس محاصيل القمح دون جهة تشتريها، ودون أماكن تخزين مناسبة لها، يبقى الوضع مشابه لكثيرٍ من المنتجات الأخرى كالطماطم والفلفل وغيرهما.

كل ذلك رغم امتلاك البلاد موارد بشرية وفنية ضخمة وإمكانيات إنتاجية كبيرة.

وفي الوقت الذي تصارع فيه هذه القطاعات للتطور والإنتاج بكفاءة أكبر، ظهر نموذج ناجح لشركة سعودية تدعى "المشوَّى العنابي".

بدأت الشركة كمبادرة فردية باتباع خطوات عملية واضحة؛ اختارت موقعاً مناسبًا واستثمرت نحو مليون ريال سعودي -قبل توسعات لاحقة-.

وقد نجحت بفلسفة فريدة تتمثل في تقديم منتجات ذات طعم ثابت وجودة عالية وبأسعار تنافسية.

ولم تغفل عن جانب تطوير الخدمات اللوجستية الأساسية، بما فيها إنشاء مطابخ مركزية لدعم عمليات البيع بالتجزئة.

أما الجانب الآخر المُلهم ضمن السياقات الأفريقية أيضًا فهو استخدام الأعشاب المحلية المفيدة كتلك الخاصة بنبات الزعتر.

يتميز هذا النبات بقابلياته العلاجية المتنوعة –مثل مقاومة التهاب الشعب الهوائية وتحسين الصحة العامة للجهاز المناعي– بالإضافة لمساهمته في تحسين عملية هضم الطعام وخفض مستوى الدهون الضارة بجسد الإنسان.

إن الجمع بين تجارب "المشوَّى العنابي" والسودانيين الصامدين أمام العقبات يكشف لنا دروساً قيّمة حول مرونة المجتمعات الواعدة وجهوزيتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي مستقبلاً، وذلك عبر الاستثمار بحكمة في إمكاناتها الذاتية واستقطاب خبرات خارجية معرفياً وإن رفضتها ماديا.

#دستة #النيل

7 Kommentarer