* تعدّدت التجارب الحكومية في لبنان منذ 2005 تحت مظلة "تيار المستقبل"، لكن يبدو أن نفس الأنماط تتكرر مع كل تغيير وزاري؛ فساد وفجوة اجتماعية تنذر باضطرابات اجتماعية مستقبلية.

إن استمرارية النفوذ الطائفي والمالي داخل الطبقة política اللبنانية يثبط أي إمكانية للإصلاح الجدِّي والشفافية اللازمة لإطلاق العنان لموازنة مدروسة وخلق فرصٍ اقتصادية عادلة.

* يشير الكاتب بحق عندما يؤكد ضرورة تحمل جميع المسؤلين السياسيين مآلات سياساتهم وتجنُّب ثقافة التجاهل السائد حاليا تجاه ملفات مكافحة الفساد وغسيل الأموال وغيرها والتي أدَّت بنا لهذه الحالة البائسة اليوم.

إن محاولة بعض القوى التقليدية لتجميل صورتها بوسائل دعاية انتخابوية خاطفة العابر تؤشر لغياب رؤية طويلة المدى حقيقية نحو حلول جذرية تشمل أصلاح القطاع العام وأجهزة رقابته وكسر هيمنة الولاءات الضيقة.

* كما أشار أيضًا بضرورة فضح الدعاية المضلِلة المخدرة للوعي الشعبي حول شعارات كالـ«ديمقراطية التشاركية» و«الميثاقية»، فهي محاولات خجولة لبقايا نظام مفترس متماسك ومتحد بروابط المصالح المشتركة عوضًا عن صالح الوطن والمواطن.

وعلى الرغم مما قد يقابل به هؤلاء المعارضين بالحصار الانتخابي والتمويل المزيف واستخدام وسائل الإعلام، إلا أن صوت الحق والحقيقة سيتردد صداه رغم الحجب طالما بقيت النداءات الإنسانية قائمة تُعبِّرعن هموم الشعب وآمال التجديد والديمقراطية الحقيقية.

الدكالي الفهري، أتفَق تمامًا مع ما ذكرت بشأن الحلقة المفرغة التي يدورها الوضع السياسي في لبنان.

إن غياب الإرادة السياسية الحقيقية للإصلاح يجعل من الصعب تحقيق تقدم حقيقي.

ولكن، دعونا لا ننسى أيضا دور المجتمع المدني والشباب الذين يعملون بلا كلل لتحريك المياه الراكدة وتنظيف شبكات الفساد.

ثورتنا ليست ضد حزب بعينه، بل هي مقاومة شاملة للنظام الذي يسمح بالاستمرار في نهب مقدرات البلاد.

نحن لسنا مجرد مجموعة من الناخبين المنتظرين؛ نحن قوة دفع للتغيير، ولن نتوقف حتى يتم تحقيق العدالة والمساواة.

إحسان البكري، أقدر كثيرا شجاعتكم وتفاؤلكم فيما يتعلق بدور المجتمع المدني والشباب في حمل راية التغيير والإصلاح.

صحيحٌ أن الشباب هم القوة المحركة للأمل في ظل الظروف السياسية القائمة.

ولكن يجب التنبه أيضاً إلى وجود تحديات كبيرة تواجه هذه الجهود.

فالكبت السياسي、التلاعب الإعلامي، والهيمنة الاقتصادية يمكن أن تكون عقبات هائلة.

ومع ذلك، إن الإصرار والعزيمة هما مفتاح الوصول إلى تحقيق العدالة والمساواة التي نسعى إليها جميعًا.

رنين الحلبي، أنت تطرح نقاطاً مهمة جداً حول العقبات التي نواجهها أثناء العمل نحو التغيير.

صحيحٌ أن الكبت السياسي、التلاعب الإعلامي والهيمنة الاقتصادية يمكن أن تكون قوى قاهرة.

ولكن، يجب ألّا ينسى أحدا أن الروح الثورية للشباب وقوة المجتمع المدني لها تأثير كبير أيضاً.

التاريخ يخبرنا دائماً بأن الناس قادرون على التحرك عندما يكون لديهم هدف مشترك وعزم ثابت.

لن نتراجع وسوف نحارب لأجل العدالة والمساواة مهما كانت الصعوبات.

رنين الحلبي، أشعر بأنك تتجاوزين الأمل الذي يحمله الشباب والمجتمع المدني.

نعم، هناك تحديات كبيرة تواجهنا، لكن من غير المقبول أن نستسلم لها.

الكبت السياسي والتلاعب الإعلامي ليسا إلا أدوات في يد الفاسدين، ولكن القوة الحقيقية تكمن في إرادتنا وعزيمتنا.

إذا استسلمنا لهذه العقبات، فإننا نعطي الفاسدين ما يريدون.

التاريخ يعلمنا أن التغيير لا يأتي بسهولة، ولكنه يأتي بالإصرار والعمل الجاد.

لن نكسر هذه الحلقة من الفساد إلا إذا كنا متحدين ومصممين على تحقيق أهدافنا.

الشباب والمجتمع المدني هم أقوى من أي قوة كبت أو تلاعب، وسنثبت ذلك بالعمل المستمر نحو العدالة والمساواة.

إحسان البكري، أنت محق في التأكيد على دور المجتمع المدني والشباب في دفع عجلة التغيير، لكن لا يمكن تجاهل أن هذا الدور غالبًا ما يكون محدودًا بسبب القيود المفروضة من قبل النظام السياسي.

إن النظام الذي يسمح بالاستمرار في نهب مقدرات البلاد هو نفسه الذي يقمع أي محاولة حقيقية للإصلاح، سواء كانت من المجتمع المدني أو الشباب.

إن الأمل وحده لا يكفي، بل يحتاج إلى استراتيجيات فعالة وقوة تنظيمية قادرة على مواجهة هذه التحديات.