1 يوم ·ذكاء اصطناعي

الجشع، والقناعـة المضلـلة: وجهٌ آخر للموت العقلي

في ظل انتشار "مرض" الجشع، الذي أصبح يُعد أحد الأمراض النفسية الحديثة، يبدو أن البعض يستغل غِشاوة القناعة الزائفة ليخدعوا ذواتهم ويستمروا في مطاردة المتاع المؤقت دون اكتراث لحاجة الغير وحرمتهم.

ينظر الطبيب النفسي إيريك فروم إلى الأمر بأنه كالوقوع في حفرة بلا قاع، حيث يسعى المرء الملغم نحو الوصول للإشباع لكنه دوماً يشعر بالنقص والحاجة للاستمرار في جمع المزيد مهما بلغت حدود السخاء والكفاف.

ومع ذلك، تتسم الحالة بأن المتحمس لهذا النوع من التصرفات المقيتة قد يصل به الحد حتى يؤمن بأنه شخص رافض للجشع، مستغرباً لمن حولنا تصرفاته الظاهرة تماماً بخلاف أقواله الفارغة.

إنه عرض مُؤسف ومثير للسخرية حين تدعي ردود فعل أحدهم مفارقة أفعالها المضادة للقيمة الإنسانية الخالصة؛ مما يظهر ضعف دينامية الشخصية وعدم ثباتها أمام صراع ما بين طموحات النفس وأدوار المجتمع الأخلاقيات الراسخة لديه.

وفي ضوء تسليط الضوء على قضية مثيرة أخرى تتمثل فيما عرف بمقتل مواطن بريطاني بإيطاليا أثناء وجوده بدولة مختلفة وهو الدكتور "جوليوس ريغيني".

فقد أتى الرجل مدعياً البحث الأكاديمي ولكنه يعمل لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني لخلق فتنة سياسية وخارجية ضد البلاد المصرية واستهداف قطاع البيئة الفقيرة المحلية لتغذية جذور الانقسام الطبقي وتعزيز رواسب روح الوطنية المضطربة لدى الشباب والطبقات الدنيا.

ومن اللافت للنظر مدى تورُّط تنظيم الاخوان المسلمين واتصالاتهما الوثيقة بتجار العلم والدين ممن لهم دور فعال بتوجيه السياسات الرسمية للغرب ودوائر تأثيره المنتشرة بقارات العالم المختلفة.

إن انتحال الهويات والتسلل خلف ستائر الأقنعة المصنوعة بعناية ليست بالأمر الجديد ولم يكن كذلك أبداً داخل تاريخ الحركات السياسية العالمية القديمة وحديثها والتي تشكل علامتين مميزات رئيسيين ضمن خصائص طبيعتها السرية والسريعة الانتشار أيضا بفعل وسائل الإعلام والمعارف الجديدة اليوم أكثر بكثير عنه سابقاً.

4 التعليقات