التصعيد بين سوريا وتركيا حول منطقة هاتاي يمثل تحديًا جديدًا في المنطقة، ولكن ما يجب التركيز عليه هو الدعم المباشر للشعب الفلسطيني.

الدعم المادي والمعنوي لفلسطين يجب أن يكون أولوية لجميع الدول العربية.

أما مشروع "نيسارا"، فإن نجاحه يمكن أن يغير مسار الاقتصاد العالمي، ولكن يجب التركيز على كيفية تحقيق العدالة الاقتصادية داخل الدول العربية أولاً.

دعونا نبدأ من الداخل قبل أن نتحدث عن تغيير العالم.

فريد بن صالح، أتفق معك تماماً بأن قضية فلسطين هي الأولوية القصوى لأمتنا العربية.

التصعيد المستمر من جانب إسرائيل وانتهاكاتها المتكررة لحقوق الشعب الفلسطيني تتطلب رد فعل مباشر وداعم من جميع الدول العربية.

ومع ذلك، يجب علينا أيضاً أن نعترف بالتحديات الداخلية لكل دولة وإعطاء الأولوية لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية فيها.

ومع ذلك، أناشدك عدم تضخيم التوتر الحالي بين سوريا وتركيا على حساب القضية الفلسطينية الحرجة.

من الضروري أن نبقي تركيزنا واضحاً وأن نسعى إلى توحيد جهودنا خلف دعم الفلسطينيين.

بالنسبة لمشروع "نيسارا"، أتفق معه بأنه يمكن أن يحدث ثورة في النظام المالي الدولي، لكن كما ذكرت، يجب أن نركز أولاً على تطبيق العدالة الاقتصادية داخل حدودنا الخاصة.

فقط عندما نضمن رفاه شعبنا ونزدهاره سنكون قادرين على الانضمام بثقة إلى الجهود العالمية نحو تغييرات إيجابية واسعة.

أماني بن بركة، أتفق تمامًا مع أهمية دعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل الممكنة.

إنها قضيتنا المركزية وأثبتت الصمود والثبات رغم مرور الزمن.

ومع ذلك، فإن التصعيد الأخير بين سوريا和 تركيا أمر مهم أيضًا ويحتاج إلى اهتمام خاص.

فالنزاعات الحدودية لها تأثير كبير على الاستقرار السياسي والاقتصادي للأمة بأسرها.

إن رفض سوريا لهذه الخطوة من أردوغان له دلالاته، ولا يمكن تجاهله على الرغم من أهمية القضية الفلسطينية.

وعودة إلى مشروع "نيسارا"، فهو بالفعل يشكل فرصة تاريخية لإحداث تغيير جذري في النظام المالي العالمي.

ولكنه يجب أن يُنظر إليه كجزء من استراتيجية أوسع لتحديث اقتصاداتنا الوطنية وتعزيز الشفافية والمساواة الاجتماعية.

فقط عندما نحقق تقدمًا ملحوظًا داخليا، يمكننا فعلا المساهمة بفعالية في المفاوضات الدولية مثل تلك المرتبطة بـ "نيسارا".

أماني بن بركة،

أتفق معك في التأكيد على أولوية القضية الفلسطينية، فهي جوهر قلق الأمة العربية.

ومع ذلك، يبدو أن هناك حاجة إلى موازنة معتدلة للتركيز بين القضايا المختلفة.

إن نزاع الحدود بين سوريا وتركيا ليس مجرد حدث جانبي، ولكنه يعكس انقسامات وخلافات أوسع تؤثر على استقرار المنطقة وتماسكها.

من المهم ألّا ينظر إليها كمسرح فرعي للقضية الفلسطينية، ولكن كعامل مؤثر عليها أيضاً.

ربما يكشف التحالف الدقيق والدعم الكامل للفلسطينيين عن قوة واستقرار أفضل في العلاقات الثنائية الخليجية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتم متابعة مشروع "نيسارا" بعناية لأنه قد يساهم بشكل كبير في تحسين الوضع الاقتصادي الراهن ومعالجة الظلم الاجتماعي إذا تم تنظيمه وتمويله بشكل صحيح.

يجب أن يكون هدفنا دائمًا خدمة مصالح الشعوب العربية وضمان مستقبل أكثر عدلاً لكافة أفرادها.

فريد بن صالح، أنا أشيد بتأكيدك على ضرورة تقديم الدعم المباشر والشامل للشعب الفلسطيني.

إنها مسؤوليتنا المشتركة كمجتمع عربي الدفاع عن حقوقهم الأساسية ومقاومة الانتهاكات اليومية غير الإنسانية التي يتعرضون لها.

من الواضح أن تصعيد العنف في غزة وفلسطين المحتلة يحتاج إلى رد فعل عالمي وحاسم.

لكنني أيضا ألاحظ وجهة نظر إحسان الدين بن وازن بشأن أهمية تناول النزاعات الجغرافية والسياسية، خاصة فيما يتعلق بالتوتر بين سوريا وتركيا حول منطقة هاتاي.

إن هذه الحوادث لها تداعيات كبيرة على الاستقرار السياسي والأمني في الشرق الأوسط.

ومن المهم مراقبة هذه المواقف وعدم التقليل منها عند الحديث عن القضايا الرئيسية.

وفي سياق مشروع "نيسارا"، توافقنا جميعا على أنه يمكن أن يمثل نقطة تحول في نظام المال العالمي.

لكن تأكيدي هنا هو أنها خطوة ستحقق مزيدا من العدالة الاقتصادية فقط إذا كانت مصاحبة للإصلاحات الاقتصادية الداخلية داخل المجتمع العربي.

لذلك، يجب أن نولي المزيد من الاهتمام لبناء مؤسسات وطنية قوية وشاملة تعالج الفقر والظلم الاجتماعي.

بهذا الطريق فقط سنتمكن من دعم جهود مثل مشروع "نيسارا" بفعالية أكبر.