الموازنة بين الوجود البشري والأتمتة في عصر الذكاء الاصطناعي: البحث عن مكان للإبداع الحر

بينما تتمدّد أذرع الأتمتة وتزداد قوة الذكاء الاصطناعي، يبرز تساؤلٌ مصيري: كيف يمكننا الحفاظ على روح الابتكار والفرادى عندما تصبح الأدوات الرقمية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية? إن تحقيق توازنٍ دقيق بين الاعتماد على الآلات وإدامة الجوهر الإنساني يعد مفتاحَ نجاحِ جيل غد.

بالنظر إلى المعايير الجديدة لسوق العمل الذي يدفع باتجاه التخصصات التقنية والمعرفة المتخصصة، أصبح من الضروري مزامنة ذلك مع احتضان الفنون الليبرالية وغرس القيم والقيم الإنسانية التي تفتقر إليها معظم الخوارزميات.

فقد آن أوان ترسيخ مفاهيم المحاسن الأخلاقية والدبلوماسية الإنسانية وأصول البرمجة المعرفية –كلها مجتمعاً– كوحدات دراسية أساسية تشكل لبنات التربية الحديثة.

ورغم أن الذكاء الاصطناعي يُحدث تغييرا جذريا في عملية التعليم نفسها، إلا أنه بالإمكان توجيه هذا التطور لصالح الاستقصاء الذاتي وتحليل الذات وضبط النفس لتأسيس أرض خصبة لرؤية واسعة وحكمة متعمقة لدى طلبة tomorrowland .

فلا يجوز تقليص الإنسان إلي مجرد نسخة طبق الأصل مبتذله مصنوعة بواسطة حاسبات مُبرمجّة!

فلنتخذ زمام المبادرة وندرك بأن تحديد هويتنا واتخاذ قرارات مسؤولة بشأن كيفية مشاركة بياناتنا الشخصية هما خطوتان أوليان هامتان لاتباعهما أثناء الخوض في بحيرة معرف بنيوية مجهلة بعد.

إذ اقتنى مجموعتا قدرات وهبتان إلارسان وغير قابلتا للاستبعاد: الأولى تكمن فيما نسميه حدسيًّا بالتفكير البدئي بينما الأخرى تعرف باسم الشعور والعطف.

وفي حين تستطيع الشبكات العصبونية إنتاج مقاربآت محترفة للجودة البصرية والخيارات اللغوية ، فليس بمقدوره أبداً انتحال حالة نفسية فريدة لفرد عاش تجربة بشرية دقيقة ولم يخلق إلَّا مرة واحدة ; فكيف إذَن يمكن لهذه الأخيرة ان تزدهر ويتعاظم تأثيرها وسط زحف آلات رتيبة تخلو من مديات حساسة؟

؟

لذلك ستكون بداية الإنقاذ تتمثل بالتأكيد والصبر والحوكمة الصارمة لدي توجه تطبيق كافة أشكال الانظمة الذكية بما فيها الذكاء الاصطناعي وفق منظومات اخلاقية شمولية تضمن سلامة وجدان الإنسان وارائه وحقه الطبيعي بحرية الاختيار .

فسنسعى دومآ لأن نبقى انسانين ولا نخسر جماليته وصلابة مقاومته !