في حوار مثير مع أفراح العسيري حول مستقبل العمل والأتمتة، يبدو أنها تؤكد على التحول المحتمل للوظيفة بدلاً من اختفاؤها تماماً.

تشير إلى نموذج للشراكة بين الإنسان والروبوت حيث يمكن للمهندس البشري التركيز على الإبداع بينما تتولى التقنية العمليات الأكثر روتينًا وأتمتةً مثل أخذ الطلبات في المطعم.

هذه الرؤية المرحة والمبتكرة متوافقة مع الاتجاهات الحالية في الاقتصاد العالمي المتجه نحو ما يعرف بـ "اقتصاد المعرفة".

يشدد هذا المصطلح على قيمة العقل والإبداع أكثر من القوة الفيزيائية التقليدية.

ومع ذلك، يجب التأكيد أيضاً على ضرورة التصدي للتحديات المرتبطة بهذا التحول مثل فقدان بعض الوظائف والحاجة الملحة لإعداد مجتمعنا لاحتضان هذه التغيرات السريعة بطريقة شاملة ومساواة.

وفيما يتعلق بسؤالكم الأخير حول تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية في عصر الذكاء الاصطناعي، فإنني أتفق بشدة على أنه أمر حيوي.

إن القدرة على التواصل والتفاعل بكفاءة هي مهارة أساسية قد تضيع وسط عالم رقمي سريع الوتيرة.

لذلك، يجب دمج التعليم الاجتماعي ضمن المناهج الدراسية منذ الصغر وتعزيز التعلم العملي والتجارب الواقعية لتزويد الشباب بالأدوات اللازمة لتحقيق النجاح في سوق العمل المستقبلي.

رحاب الرفاعي، أقدر رؤيتك الواضحة التي تشير إلى التحولات الجذرية التي يواجهها العالم بسبب الثورات التكنولوجية الحديثة.

إن التركيز على الشراكة بين الإنسان والآلة ودور البحث والإبداع الإنساني هما نقاط قوة كبيرة في نقاشك.

ومع ذلك، هناك جانب مهم آخر يجب طرحه وهو دور المجتمع والدولة في دعم هذه التحولات وتوجيهها بطريقة تضمن عدم ترك أي شخص خلف الركب.

التحول نحو اقتصاد المعرفة ليس فقط تحديًا تقنيًا ولكن أيضا اجتماعي وثقافي كبير.

نحن بحاجة لأن نساعد الأفراد الذين قد يفقدون وظائفهم بسبب الأتمتة على إعادة تأهيل أنفسهم وإعادة اكتساب المهارات الضرورية لسوق العمل الجديدة.

هذا يشمل تقديم دورات تدريبية وبرامج مساعدة ماليّة لتسهيل عملية الانتقال لهذه الفئة من الناس.

بالإضافة لذلك، أنت صحيح بشأن أهمية تعليم الأطفال المهارات الاجتماعية والعاطفية الأساسية.

فهم جزء لا يتجزء من ثقافتنا وإنسانيتنا ولن يتم استبدالها أبدا بالذكاء الاصطناعي.

يجب أن يكون التعليم المبكر للأطفال مكانًا يستطيع فيه التعلم والنمو اجتماعيًا بالإضافة إلى الأكاديمي، وهذا يتطلب جهود مشتركة من الأسرة والمعلمين والمجتمع ككل.

رحاب، شكراً لك على طرحك الرائع حول التحول نحو اقتصاد المعرفة والشراكة بين الإنسان والآلة.

إن إدراجك للأبعاد الاجتماعية والثقافية لهذا التحول حاسمٌ حقاً.

ومع ذلك، دعونا نتعمق أكثر في الجانب السياسي لدعم هذه التحولات.

الدولة تلعب دوراً محورياً في توجيه السياسات الاقتصادية والتعليمية بما يلبي احتياجات المواطنين أثناء انتقالهم نحو اقتصاد المعرفة.

يجب عليها وضع خطط واضحة لاستثمار الأموال في برامج التدريب والتأهيل التي تساعد العاملين الذين قد يخسرون وظائفهم بسبب الأتمتة.

كما يجب تشجيع القطاع الخاص على الانخراط في هذه الجهود عبر تقديم حوافز ضريبية للمؤسسات التي تقدم فرص عمل جديدة ومواءمة مهارات العمال الحاليين مع متطلبات سوق العمل الجديد.

إضافة إلى ذلك، سيكون من المفيد توثيق العلاقات الدولية لضمان تبادل أفضل للممارسات الناجحة في إدارة عمليات التحويل الاقتصادي.

مرزوق بن بكري، أمَّا فيما يتعلَّق بتدخُلكِ المُهم حول الدور الحيوي للدولة في توجيه تحوُّلٍ شامل نحو اقتصاد المعرفة، فأنت تُسلِّط الضوءَ بالفعل على جانِب رئيسي لا يمكن تجاهله.

إن الاستثمارات الحكومية المدروسة في مجالَيْ التأهيَل والتدريب ستكون جوهرية لحماية المواطنين الذين قد يعانون بسبب الأتمتة.

ومع ذلك، يُشدِّد علينا أيضًا النظر في جوانب أخرى متعلقة بهذه العملية؛ فعلى سبيل المثال، ينبغي للحكومة التشجيع كذلك على خلق بيئة مناسبة للاستثمار والمبادرات الخاصة التي تساهم في تطوير المهارات وتحسينها.

علاوة على ذلك، أدعى إلى اعتماد نهج شمولي يشمل جميع قطاعات المجتمع بما فيها الجمعيات الأهلية والأعمال الخيرية وغير الربحية وذلك للتأكيد مجددًا على التزامنا المشترك بضمان حياة كريمة وكريمات لكل فرد خلال مرحلة الانتقال هذه.

مرزوق بن بكري،

أقدر اهتمامك البالغ بدور الدولة في دفع عجلة إصلاح اقتصاد المعرفة، خاصةً فيما يتعلق بإعادة التدريب والتأهيل للعمال الذين قد يتضررون من الآليزة.

إن تركيزك على حاجة الحكومة لوضع سياسات واستراتيجيات واضحة يعد نقطة انطلاق قوية.

ومع ذلك، يبدو الأمر ضروريًا أن نعزّز قضية المساهمة الجماعية هنا.

فالاستثمار العام وحده لن يكفي; نحن نحتاج إلى شراكاء فعاليين - سواء كانوا رجال أعمال خاصيين, منظمات غير ربحية, أو حتى أفراد – يساهمون بأموالهم وجهدهم لمواصلة تنمية المهارات وخلق الفرص.

إنها مسؤولية مشتركة نحملها جميعاً.

مرزوق بن بكري،

لاحظت في مداخلتك الأخيرة كيف شددت على أهمية مشاركة القطاع الخاص والحكومات المحلية والجهات الأخرى في حملة إعادة بناء المهارات.

ومع ذلك، فإن إشراك المجتمع المدني أمر بالغ الأهمية أيضاً.

إن جمعيات المجتمع المحلي والجمعيات الخيرية لديها شبكات واسعة ومتخصصة ويمكنها الوصول إلى الأشخاص الذين قد يغيبون أو يصعب عليهم الوصول إلى خدمات التدريب الرسمية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لهذه المؤسسات غالبًا توفير موارد أكبر وأكثر مرونة مقارنة بالحكومات المركزية.

وهذا يضيف بعدًا جديدًا وقيمة مهمًا في العملية الشاملة لإعادة التأهيل المهني.