النظام التعليمي المُستقبلي: إعادة تصور الدور الإنساني amid الذكاء الاصطناعي

بينما يتوقع البعض أن يتحول النظام التعليمي الحالي تدريجيًا ليلائم تقنية الذكاء الاصطناعي، ربما حان وقتنا الآن لمراجعة هدف التربية والتعليم كله.

إن التركيز فقط على حل محل التحيز البشري باستخدام الآلات الذكية يقصر دافع التعليم الأصلي—إعداد المواطنين الذين يستطيعون فهم العالم، التواصل معه، والتأثير عليه بإيجابية.

لتصور نظام تعليمي لمنتصف القرن الواحد والعشرون: فهو يغذي الإبداع والإبتكار, يغرس قيم الأخلاق والشمولية، ويعزز العلاقات الشخصية والمعرفية المتينة.

العلم محترم بالتأكيد ولكن المفاهيم كالقدرة علي التأمل, القيادة, البرمجة الاجتماعية وضبط النفس ستصبح جزء لا يتجزأ منه أيضا.

وهذا يعني تقديم المواد الدراسية بطرق غير اعتيادية وتعزيز بيئات تعاونية ديناميكية التشغيل تعمل فيها ذكاؤنا الصناعي كوسيلة لتسهيل وإنشاء فرص جديدة للتواصل الاجتماعي والاستقصاء الوجداني.

لننظر أيضًا في الطريقة التي يتم بها إدارة عملية العمل بعد ظهور الذكاء الاصطناعي بصورة كبيرة.

عوضاً عن مقاومته أو البحث عن طريقة لتجاوزه، فلنتخيله كنقطة انطلاق لتغيير مفاهيم أخرى مثل عقيدة الحياة–العمل، الراحة والوقت الشخصي.

فالأنظمة ذاتية الخدمة لديها القدرة على تقديم لقوت الناس وقضاءوقات ممتازة لهم وبالتالي فتح الباب لصناعة وظائف مبتكرة وحقول عمل فريدة تماما والتي تعتمد على روحانية ومواهب بشرية مميزة وفردية.

وإذا طرحنا الفرضية القائلة بأن التقارب بين حياة الأشخاص وهوية فرقتهم الخاصة (وظائفي) أمر ضروري للراحة والصحة النفسية، فقد يكمن الحل في مخطط حيث يحافظ المرء على عدة أعمال مصغره عوضاً عن موقف واحد ثابت طوال العمر.

أما بالنسبة لسحق أي نقص محتمل في المكانة نتيجة للإلكترنة الضخمة للحياة اليومية، فنحتاج لأن نفكر خارج صندوق سوق العمالة التقليدية وأن نسعى لكل أشكال اﻻكتفاء الذاتى –اقتصاديًا وثقافيًا وروحية-.

ولقد كان حلم ركز جنيس(Richard Sennett)، وهو مؤرخ ومتخصص فى علم الاجتماع البريطاني الأصل الشهير قائلاً:"دعونا نبادر ببناء مدن قائمة على المعرفة"، لكن يبدو انه آن الاوان الان لإعادة كتابة عباراته تلك بوضوح :«دعونا نبني حضارات مكتملة ومعايشة لعقلانية خفية».

هذه نظرتى الفلسفية بشأن مسار مرتقب للنظم التعليمية وبيئة العمل عقب بروز دور شديد التأثير للغاية للذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة عموما .

إنها دعوة للاستفادة من القدرات الفائقة لهذه التقنيات الحديثة بهدف تحقيق رفاهيتنا البشرية والسعادة العامة للجنس البشري اجمع؛ وذلك بخلق عالم مليء بالإمكانيات وبالفرص المتجدده دائماً ويتمتع بثرائهن الروحي والفكري كذلك!

1 注释