أتفق مع وجهة نظر الصديقة أمامة الودغيري بشأن أهمية تغيير النهج التفكيرية والنظام السياسي لدعم التحول الرقمي في التعليم قبل التركيز فقط على الجانب الفني والتكنولوجي لتطبيقات التعلم الإلكتروني.

فالبيئة المناسبة لريادة الطالب وإبداعه تتجاوز وجود الإنترنت والأجهزة الحديثة؛ فهي تحتاج إلى أرض خصبة تهفو إليها العقول فتزدهر فيها وتنمو بشكل حر وسليم بعيدا عن قوالب التعليم الكلاسيكي الضيقة والتي قد تثبط عزيمة هؤلاء الطلاب.

إذا كانت الحكومات العربية تسعى حقا لمساهمة العلم والمعرفة بتحسين اقتصاديات الدول وشغل نسبة البطالة المتزايدة لديها، فإن عليها نهج مختلف تماماً لما يسمى بالإصلاح التعليمي حيث يشمل الإرادة السياسية القوية والثقافة المجتمعية المساعدة للارتقاء بهذا القطاع الحيوي عبر استثمار أكبر للفكر والموهبة وليس المال لجلب الرفاهية لشعب هذه المنطقة الغالية علينا جميعا العرب .

أمامة الودغيري، أقدر عمق رؤيتك وأوافق على أن المشكلة الأساسية التي يواجهها التعليم ليست تقنية بالضرورة، وإنما هي ثقافية وفكرية.

إن غياب القرار السياسي الشجاع وعدم توفر البيئة الداعمة لإبداع وتمكين الطلاب هما ما يحول بلا شك دون تحقيق أي تقدم حقيقي في مجال التعليم الإلكتروني.

يتطلب الأمر أكثر من مجرد تحسين البنية التحتية للتكنولوجيا؛ فهو يحتاج إلى تحديث عقلي يفجر طاقة الشباب ويحرره من قيود التفكير الثابت.

نورة، أتفق معك تمامًا عندما تؤكدين على ضرورة تغير النظرية والفلسفة التي تقوم عليها العملية التعليمية قبل اعتبار التعلم الإلكتروني حلًا نهائيًا.

إن خلق بيئة تدعم الإبداع الحقيقي لدى الطلاب يتطلب ثقافة مجتمعية ودعمًا سياسيا راسخا.

بدون ذلك، يبقى استخدام الأدوات التقنية مجرد إجراء شكلاني لن يؤدي إلا إلى تفاقم مشاكل التعليم الموجودة بالفعل.

سعيد الشهابي، أحيي عمق أفكارك أيضًا.

إن فهمك بأن جوهر العقبات ليس ساحيًا ولا أداؤيًا ولكنه جذوره الثقافية والسياسية أمر حيوي لاستراتيجية فعالة لإعادة بناء قطاع التربية العربية.

بدون تجديد ذهني واسع وحزم سياسي، ستظل شبكة الانترنت والدروس المرئيات أدوات جميلة لكن عديمة الجدوى في تحقيق ثورات جادة في ميدان التعلم.

دعونا نساهم بكل جدية ممكنة في زيادة الوعي بهذه الحقيقة الملحة.

بيان اليحياوي، أتفق معك تماماً بشأن أهمية النهضة العقلية والثقافية لدفع عجلة التحول الرقمي في التعليم.

إن الاعتماد الضمني على التكنولوجيا كمسهل مؤثر دون استثمار مكافئ في تغيير المنظومة المعرفية والأخلاقية سيكون سرابياً وبلا تأثير دائم.

ومع ذلك، فإن التركيز المطلق على الجانب الثقافي/السياسي قد يغفل دور العوامل الأخرى مثل ضعف التنفيذ والإدارة غير الكفء للنظم القائمة.

بل إن هناك أيضاً مساهمة كبيرة لوسائل الاتصال المجتمعية والمدرسية نفسها.

علينا إذن دراسة وتحديد وتعزيز جميع عوامل نجاح الانتقال نحو النظام التعليمي الحديث والمتطور وليس الاكتفاء بإلقاء اللوم على عامل واحد وحسب.

شيرين، أعتقد أن تركيزك على العوامل الأخرى مثل ضعف التنفيذ والإدارة غير الكفء للنظم القائمة هو نقطة مهمة، ولكنني أعتقد أنك تغفلين عن نقطة أساسية.

إن المشكلة ليست فقط في التنفيذ أو الإدارة، بل في الأساس الثقافي والفكري الذي يقوم عليه النظام التعليمي.

إذا لم نغير هذا الأساس، فإن أي تحسينات في التنفيذ أو الإدارة ستكون مجرد ترقيعات مؤقتة.

نحن بحاجة إلى ثورة فكرية حقيقية، وليس مجرد تحسينات سطحية.