حكايات القادة والأبطال مقابل سوق التقليد الرخيصة: تحليل نقدي وموازنة

من الجانبين النقيضتين للأعمال التجارية يندرجان موضوعان مثيران للتفكير؛ الأول يعرض لنا سردًا تاريخيًا لأبطال إسلاميين عظماء مثل أبو بكر وعمر وعثمان وعلى، وغيرهم ممن بذلوا حياتهم وغلالتهم وهمومهم في خدمة دينهم ووطنهم وبناء مجتمعات راسخة، بينما الثاني يركز بشكل مباشر على تجارة غير صادقة تقوم بتقليد علامات تجارية معروفة ولكن بسعر زهيد بشكل ملفت للنظر.

هذا التباين يكشف حقائق عدة حول طبيعة الأعمال والشخصيات التي تدعمها.

من جهة، هناك رجال قدموا تضحيات كبيرة لبناء حضارات، ومن جانب آخر يوجد شبكة أعمال قائمة على الاحتيال والتزييف والتي تستهدف خفض تكلفة المنتجات عبر الاستيلاء الغير شرعي على حقوق ملكية أو تسمينات خاصة بأعلام تجارية ذات سمعة جيدة.

إن المقارنة واضحة تمامًا عندما نتحدث عن الأخلاق والمعايير المهنية.

فالرجال الذين كانوا مثالًا يحتذى لهم كانت لديهم رؤية واضحة لنشر العدالة والإنسانية والعزة الوطنية.

أما الآخرون فهم يسعون للنيل من هذه القيم تحت ستار الربحية والسوق الحرة دون مراعاة لتداعيات ذلك على الأسواق ومنتجي الأصناف الأصلية والحرفيين المؤثرين فيها.

وفي نهاية المطاف، فإن الاختيار واضح جدًا لكل شخص يرغب بالاستثمار والتمتع بثمار القرار الذي سيأخذ.

هل سيكون المستثمر داعمًا لفريق الفاسدين أم أنه يدفع نحو دفع نمو الاقتصاد العالمي بناءً على أساس الصدق؟

وهل المشتري يريد دعم حرفيين يعملون بصناعة منتجات فريدة ومعروفة باسمها التجاري أصلي أم اكتفاء بجودة رديئة مصنوعة بكذب وإدعاء عدم وجود مصدر لها؟

إنها قصة أخلاق مقارنة بقضايا اقتصادية تتعلق بالإخلاص والجودة ضد خداع وخيانة المصنوعات المحلية لصالح ما يسمونه بـ "التوفير".

6 التعليقات