في خضم احتفالنا بدور المعلمين المهم كمضيئات طريق، يجب علينا أيضا تقدير تأثير الفنون والأدب في تشكيل طريقة تفكيرنا وحياتنا.

فكما يوجّه المعلم طاقة الشباب نحو المستقبل، يعكس الأدب روح الأزمان السابقة ويعزز قدرتنا على التعاطف والاستيعاب.

تحت هذا الستار الواسع من الكلمات، نحن نقترب أكثر من فهم مشترك للإنسانية.

لكن بينما نعظم مساهمات عظماء مثل نزار قباني ونضال الحاج، يتعين علينا كذلك التشجيع على إصدار أصوات فردية.

فالكتابة الأدبية ليست فقط نسخًا لفن سابق، ولكنها فرصة لصنع جدلية خاصة لكل كاتب.

مع ظهور الشبكات الاجتماعية، فقد أصبح لدينا الآن صوت أوسع من أي وقت مضى.

فهي تقدم فرصًا للدعم والتعلم والمشاركة الجماعية غير المسبوقة، بشرط استعمالها بإتقان واحترام.

لذا دعونا لا نحمّل تلك الوسائل مسؤولية مشاكل ذاتية، بل استغلّوها كنوافذ تربطنا بالعالم الخارجي.

إذ عندما نفهم القوة اللغوية وأنواع التعبيرات المختلفة عن الذات ـ سواء في القصيدة أو المقالة أو حتى تغريدة قصيرة ـ سنصبح قادرين على التفوق في صياغة تجاربنا الخاصة وإطلاق أصوات جديدة لإعادة تعريف العالم من حولنا.

وبينما ندافع عن وطننا كما حافظت عليه أروى بنت عبد المطلب وكذلك قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [٥٦](https://quran.

com/51/56) (الذاريات :٥٦)، فهو واجب مقدس يحفظه حبنا وعلاقتنا التاريخية مع الأرض.

لذلك دعونا نهتم بتلك التقاليد الغنية ولا نخدع بسياسات تهدد وجودنا وثقافتنا الشاملة.

وفي النهاية، يبقى دورنا ليس فقط تكرار الماضي وإنما رسم مشهد جديد تحت سقف الحرية والمعرفة التي منحانا إياهم أسلافنا القديسون.

#ضمن #الواقع

1 commentaires