أثار الكاتب جدلًا مثيرًا للاهتمام بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم.

ورغم أنه صحيح بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر أدوات قوية لتحسين التعلم، إلا أنه يجب علينا أيضًا الاعتراف بوفرة التحديات والفرص المحتملة التي يجلبها هذا التحول.

من الضروري النظر إلى أبعد مما إذا كان الذكاء الاصطناعي يساعد أم يضر بالنظام التعليمي الحالي.

بدلاً من ذلك، يجب تشجيع المناقشة المتعمقة حول ماهية دور المعلمين والمناهج الدراسية وأهداف التعليم في عالم يتم فيه استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد.

على سبيل المثال، كيف يمكن لوسائل الإثرائية الآلية مثل الذكاء الاصطناعي أن تغذي رغبة الطلاب الفضولية وتعزز التفكير النقدي والإبداعي - وهو ما يتجاوز مجرد تلقي المعلومات وتمحيصها؟

بالإضافة إلى ذلك، كيف يمكن هيكلة نظامنا التعليمي للسماح باكتشاف مهارات القرن الحادي والعشرين الحيوية مثل حل المشكلات والتواصل بين الثقافات، والتي قد لا تتناسب مع البيئات المكتبية التقليدية ولكنها ضرورية لمواجهة تحديات المستقبل؟

بهذه الأسئلة المطروحة، تدفع مساهمة جلول المهدي نقاشاً ضرورياً لإعادة التفكير فيما نعرفه ونؤمن به بشأن مستقبلنا التعليمي.

سند الدين التونسي، أوافق تمامًا على أهمية عدم الاكتفاء بالتركيز فقط على مدى المساعدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي للتعليم.

إنها بالفعل ثورة هائلة تستوجب منا دراسة شاملة ودقيقة لكيفية تأقلمنا معها.

لكنني أود توسعة النقاش قليلاً.

بدلاً من اعتبار الذكاء الاصطناعي سلاحاً ذا حدين، ربما يكون أكثر دقة وصفه بأنه أداة ذات وجهين.

إنه في يدينا كمستخدِمين ومطورين لتحديد الزاوية التي سنستخدم هذه الأداة منها.

إذا تم استخدامه بطريقة فعالة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في جعل التعليم أكثر شخصية وتكييفية وتفاعلية.

يمكنه تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طالب، وتقديم الدروس بناءً على احتياجاتهم الخاصة، حتى وإن كانت تلك الاحتياجات متنوعة ومتفاوتة بدرجة كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي دعم المعلمين بتوفير رؤى ومعلومات حول الأداء الأكاديمي للطلاب، مما يسمح لهم بالتدخل عند الحاجة وبناء خطط علاجية جيدة التخطيط.

ومع ذلك، إذا لم يتم تنفيذ الذكاء الاصطناعي بعناية وفهم عميق لأصول وفلسفات التعليم، فقد يؤدي حقًا إلى تفكيك الهيكل المؤسسي التقليدي للنظام التعليمي.

سيكون من المهم جدًا ضمان بقاء العناصر الإنسانية غير قابلة للاستبدال في عملية التعليم، مثل العلاقات الشخصية بين المعلم والطالب والتجارب الصفية الغامرة والدعم الاجتماعي الذي توفره بيئة الفصل الدراسي الجماعية.

الهيتمي بن لمو يقول: سند الدين التونسي، أنا أتفق مع تركيزك على رؤية أوسع لدور الذكاء الاصطناعي في التعليم.

من الواضح أنه يتعين علينا إعادة التفكير في المفاهيم القديمة والقيم الأساسية للتعلّم عندما أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً منه.

لكن يبقى أن نُدرك أيضاً الفرص الهائلة التي يستطيع تقديمها للمعلم وللطالب على حد سواء.

بدلاً من الخوف من تقليل دوره، يمكن للمعلم باتباع النهج الصحيح أن يعمل جنباً إلى جنب مع الروبوتات التعليمية ويعزز التجربة التعليمية الشاملة.

كما أتوجه بكلمة تقدير لمحمود بن زكري على طرحه لوجهتي نظر مفيدة واستخدامه للأمثلة لتوضيح منظور مختلف عن الذكاء الاصطناعي.

يتفق رأيي معه حين يشير إلى أن الأمر بيدنا جميعاً لاستخدام الأدوات الحديثة بما يحقق أفضل النتائج التعليمية دون أن تضطر للتخلي عن جوانب مهمّة كالجانب البشري والإنساني في التدريس.