في ظل هذا النقاش المتشابك حول الاستبداد والحرية، يبدو أن هناك تناقضا غريبا: بينما يُزعم أن الإسلام لا يصلح للحكم، نرى أن الأنظمة الاستبدادية التي تتعارض مع مبادئه تُدعم وتُشجع.

هذا التناقض يثير تساؤلا عميقا: هل الغرب، الذي يدعي الدفاع عن الحرية، يمارس في الواقع نوعا من الاستبداد الثقافي، حيث يُفرض عليه أنظمة لا تتوافق مع قيمه المعلنة؟

إننا نرى أنفسنا في دوامة من التناقضات: من جهة، يُقال لنا أن الإسلام بدائي وغير مناسب للحكم، ومن جهة أخرى، نرى أن الأنظمة الاستبدادية التي تتعارض مع مبادئه تُدعم وتُشجع.

هذا التناقض يثير تساؤلا عميقا: هل الغرب، الذي يدعي الدفاع عن الحرية، يمارس في الواقع نوعا من الاستبداد الثقافي، حيث يُفرض عليه أنظمة لا تتوافق مع قيمه المعلنة؟

إذا كان الإسلام "بدائي"، فلماذا تخاف منه المؤسسات العالمية؟

هل هي خوفا من قوة مبادئه الأخلاقية التي قد تهدد مصالحها؟

أم أنها خدعة لتبرير دعمها للأنظمة الاستبدادية التي تخدم مصالحها الخاصة؟

إن هذا النقاش يفتح الباب أمام سؤال أكبر: هل نحن في شبكة خيانة مصطنعة، حيث يتم تشجيع سلوكيات لا تقاس بأي معيار أخلاقي وتُغذى بالضرورة من قِبَل السياسات التي لا ترفض أن تدعمها لأجل استمرار سيطرتها؟

إننا مطالبون بإعادة النظر في كيفية معالجة المسائل الإسلامية وقضايا الحكم، بأسئلة صارخة تستجوب أصول هذه العلاقات التبعية.

فهل نظام يدعم الطغيان، ويتخذ من تقويض المبادئ الدينية أداة للاستقرار الهش، حقا يحقق الاستقرار أم يُحجب في زيادة الأزمات والإحباطات التي تنتظر المجتمعات؟

إننا أمام مفترق طرق: إما أن نستمر في قبول هذا التناقض الغريب، أو أن نرفع أصواتنا ونطالب بالحرية الحقيقية، التي لا تقتصر على حرية الفرد فحسب، بل تشمل أيضا حرية المجتمع في اختيار أنظمته وقيمه.

#الحكم

1 Mga komento