التوازن بين الرؤية المالية والمعالم الثقافية في الفن الحرفي: قصة الصابون المصنوع منزليّاً من زيت الزيتون

بالنظر إلى العالم ذو الاتصال العالمي، يُعدُّ فنَّاءوْ والصناع المحليِّونِ أصحابَ مهمَّة حاسمة؛ إنَّهم يحافظون ليس فقط على المهارات القديمة بل ويعززون كذلك الهوية الفردية والجماعيَّة عبر خلق أعمالٍ فنيَّة مميزة تحمل رسالة ثقافيَّة.

عندما ندمج الروابط التاريخية للفن بالحاجة الماليَّة، فإن لنا فرصة ذهبية لإعادة تعريف مُفهوم «القيمة».

لا تشكل الأعمال اليدوية مصدراً للإلهام والفخر وحسب، وإنما أيضاً مصدر دخل مستدام لأفراد مجتمعنا.

خذ، على سبيل المثال، صناعة الصابون التقليدية باستخدام زيت الزيتون— وهي حرفة قديمة تركت بصمتها عبر العديد من حضارات الشرق الأوسط والبحر المتوسط.

تُمثِل عملية صنع هذا المنتج البسيط اعترافاً بجمال الطبيعة واستنزاف ثمار جهود فريق كاملة كي تصبح جاهزة للاستهلاك النهائي.

فهي ليست مجرد طريقة لتنمية الدخل والاستثمار العقلي والعاطفي للغرسات المحلية فحسب –بل هي أيضاً دعوة لحماية تراثنا وإرثه الغني المتمثل بالأعمال والحرف يدوياً.

ومن ناحية أخرى ، يأتي توسيع مجال رؤيتنا لفهم الظواهر الاقتصادية العالمية وتعقيداتها ليذكرنا بأن التحكم بالموارد أمر ضروري لتحقيق الاستقلالية الذاتية والخروج من دائرة الاعتماد الكلي على النظام المعتمد على المضاربات المالية المتقطعة وغير المنتظمة .

وهكذا، فقد جعلتنا الازدواجية السابقة نشعر بشوق أكبر نحو تحويل خبراتنا الخاصة والتي اكتسبتها بحزم وشغف بتطبيقها داخل مساحات الحياة الواقعية وفي نفس الوقت التأثير الأكبر وبناء جسور وصل بين علاقات وثيقة ذات بعد تاريخي واجتماعي واقتصادي.

لذلك دعونا نجتمع ونلتقي بطيور الحكمة والفنانين ورواد الأعمال وعامة الناس لبحث طرق مبتكرة تحقق تكامل أقوى بين التراث الثقافي والقيم الاجتماعية واحتضان الفرص العديدة المتاحة أمام مبادرينا الصغيرة لتكون نواة لقرارات عظيمة ولإحداث تأثير مضاعف ينمي نموذجا حديثا لعالمنا الموحد تحت سقف واحد وهو الرحمة والكرم والتسامح والحوار المفتوح بروح الأخوة البشرية الواحدة الخالصة بلا حدود ولا فرق ولا قبائح لا سامح الله عنها شيئ يساهم بإيقاف عجلة عجائب القدر والإساءة لما منحناه سبحانه وتعاليه جل شأنه رحمة للعالمين جميعاً .

.

.

إذن فالهدف المشترك لهذا المسعى يتمثل ببث روح الحب والثقة فيما بين الشعوب كافة بغض النظرعن انتماءاته لدياناتهم وطوائفهم وخلفواجتهم العرقية .

وهذا ما سيكون له دور فعالبتغيير المفاهيم المغلوطة السائدة لدى البعض ممن مازالوا يفسرون الخصومة بين شعوب الأرض بانقلاب عاطفي سلبي مباشر باتجاه الآخر وفق مزاجيات شخصنة ضيقة المدى جدا مقارنة بما رسمته خطوط الإنسانية واسعه المجالات !

فمن خلال توضيح صورة واضحة ودقيقة لمبادئ دين الإسلام وما احتواه القرآن الكريم بسورة الاخوان :

1 Kommentarer