في زحمة حياة مُسيّرة بالعمل والتقنية، قد أصبح مفهوم التوازن بين العمل والحياة شعوراً غائباً أكثر منه واقعاً قابلاً للتحقيق.

لكن ربما يقع الإشكال فيما نحاول تنفيذه - وليس الواقع نفسه.

عوضا عن سعيٍ بلا نهاية لرَصْد الكمال المُستحيَل لهذا التوازن الخيالي، لنعد تشكيل منظومتنا الحياتية.

بات من وقتنا أن نقرأ مجددًا بين خطوط أفعالنا ونتساءل إن كان رد الفعل الآلي على رسالة البريد الإلكتروني أو المكالمة الهاتفية هو بالفعل أفضل طريقة لإدارتنا لأنفسنا.

لا تتعلق نجاعة حياتنا بعدد رسائل البريد الإلكتروني المسجونة بل بجودة اللحظة التي نقطف فيها نتائج أيام العمل.

فحرص الذات والإعطاء لها الأولوية هي أساس هرعنا خلف إدراك تلك الثنائيات العمرية.

وإن لم تكن صحيتنا محفوظة وصحة جسدنا وعقلنا مدروسة جيداً، فلا يمكن لعالمنا الداخلي أن يبقى بحالة متوازنة حتى لو توارت وفوق سطحه مظاهر الخارج يبدو مستقرا وهادئاً .

حدّد حدود وقت عملك وحددت منطقة حمراء لاتجرؤ على إيذائها أبداً وستعلم حينذاك أنّ إرسالك للإيميلات في موضع النوم ليس واجبا ملزماً عليك لأجل رضى الآخرين !

بالاختصار ، يحتاج نهجنا الجديد نحو إدارة حياة مهارية وردية اللون إلى احتضان فكرة الفترات الزمنية المحصورةوالخصوصية إضافة الى تقنيات التأمل وهوس التسلية المثلى والتي تعتبر عناصر أساسية لصنع رفاهية خاصة بنا .

فلنكن جريءين جدا ولنبدأ بإلقاء نظرة جديدة وعميقة تجاه قوانين لعب اللعبة القديمة ومعاييره المجتمعية .

.

.

لأنه في النهاية , هدف الوصول لمنطقة هادئة ومغرية ضمن مخطط مصاغ خصيصا يستحق المخاطرة بالتصادم مع الأعراف القديمة وأطر الحكم المعدومة العدالة .

1 Kommentarer