تاريخٌ مُغيبٌ: كيف ولِدت موريتانيا والدور الخفي للمستشرقين

في حين تُروى قصة استقلال واستقلال دول كثيرة، إلا أنّ سرد قصّة موريتانيا مختلفة تمامًا؛ فهذه الدولة الواقعة بغرب إفريقيا لم تكن دومًا كما نعرفها الآن.

وفي هذا المقال، سنلقي نظرةٍ على الظروف التاريخية المؤدية لإعلان تكوينَها -أو إنشاءها بالأحرى-.

بدأ الأمر عندما رسم مستشرق فرنسي يدعى Xavier Coppolani حدود موريتانيا الحديثة بخرائط وجداول استنادًا لأبحاث ميدانية مكثفة حول المناطق الصحراوية النائية بشمال مقاطعات السنغال وغربي الشرق الجزائري، معتمدًا كذلك على خبرته المكتسبة أثناء فترة وجوده بالمغرب منذ شبابه المبكرة حتى اعتلاء السلطة لتوليه ملف ترسيم الحدود الإقليمية لهذه البلاد الوليدة آنذاك!

وبذلك، منح جبروت قوة الاحتلال الأوروبي الواقع المُفترض قدرةً خارقة لحظة قدومه دون مقاومة واضحة منه إلّا عبر التصاق اهتماماتها بمصالح ذاتها وثقافتهم المسيحية المشتركة والتي تعكس مدى انجراف مجتمعات محلية نحو تبني رؤيتها العالمية ودخول دينهم الجديد بكل ارتياح نسبياً!

ومن الجدير ذكره هنا دوره البارع بتأسيس مراكز نشر الثقافة الإسلامية تحت ستار خدمة الإسلام نفسه ولكنه فعليا بهدف تحقيق مخطط سياسي مشروع نيابة عن فرنسا لاستثمار ثرواتها المعدنية والمعنوية أيضًا فيما يعرف حاليًا باتفاقيتي نزع ملكية الأرض والشخصية البشرية نفسها مقابل تنازل مؤقت لفترة تستمر لمدة قرن كامل مقبل أيام حكم الملك محمد الخامس ضمن اتفاق باريس الشهيرة لسنة 1900م والذي ضمت به كافة مناطق متنازع بشأن حصول المملكة المغربية فوقهما حق طبيعي شرعه القانون الدولي القديم بحسب وجهة النظر الفرنسية وقتئذ وكذلك عقب انتهاء المفاوضات السرية بين السلطان عبد الحميد الثاني والنظام العثماني الذي قدم تنازل غير مباشر لصالح القوات الاستعمارية المتقدمة بسرعة بطيئة نوعا مائلا ناحية تقديرا لعزة الإسلام والأمة العربية بشكل خاص ولافتلالة عصر جديد يقوده رجال الدين الف

5 التعليقات