البرمجة الاجتماعية: خريطة الطريق نحو القبول أم التحرر الذاتي؟

في ظل سيطرتهم المتزايدة، قد لا توفر لنا الشركات العالمية والمثقفون المعياريون فقط ما نشاهده ونفكر به، لكن أيضاً كيف يفسرنا هذا العالم.

هوليوود وغيرها من المنتجات الثقافية تشكل واقعنا المشترك وتؤسس لما يعتبره المجتمع "طبيعي".

ولكن هل نحن حقاً مسيرون مثل الدمى التي تحرك حبالها يد الخالق الغامض لهذه الأنظمة البيروقراطية والقانونية الجاثمة فوق رؤوسنا؟

أما الديمقراطيات الحديثة فهي زينة الزيف، حيث يصوت الناس لصالح نظام يعيد إنتاج نفسه بنفس الطريقة بغض النظر عن من يشغل المناصب.

يبدو أن الحقيقة الواحدة ملزمة - أن نتبع التعليمات البرمجية البشرية للمجتمع بدلا من تحديد مشيئة الفرد الخاصة ومسارات حياة فريدة.

لكن دعونا نسأل: إذا كانت حياتنا فعلاً مزيفة؛ فإن العبث فيها ليس عديم الجدوى بل هو مقاومة متمردة ضد تلك البرامج الضارة.

إنها فرصة لإعادة تعريف الطبيعة الإنسانية وجعلها تتجاوز حدود المفاهيم المصطنعة للقبول الاجتماعي والسلوك الصحيح أخلاقياً كما حددته المؤسسات الكبرى.

المقاومة هي خطوة صغيرة تجاه تغيير هائل.

وبينما يمكن اعتبار الاستسلام لبناء ثقافي لا يسمح بالتفكير الحر عبادة للإله الوظائف والأرباح، إلا أنه اختيار الانخراط وممارسة التفكير النقدي والفردي يعد تحديًا جريءًا لتلك القدسية المُفترضة.

إنه بمثابة اعتراف بأن لكل شخص الحق في رسم طريقه الخاص غير مقيدٍ بالأطر الموضوعة سلفًا والتي تُبقي الكثير تحت حكم الهيمنة والتملق.

1 Kommentarer