الحديقة الزرقاء: تحويل المدن العربية لاستدامة المياه

تُعد مدن العالم العربي ليست مجرد عواصم لأوطانها، بل أيضًا مُمرِّضات للحياة وسط الصحراء الشاسعة.

لكن تحديات نقص المياه تكاد تهدد هذا الطابع الحيوي.

لم تعد مشكلة المياه قاصرةً على الكمية؛ فالنوعية هي الأخرى باتت موضع تساؤل.

يُمكن للمدن الذكية الذهاب أبعد من جمع وإعادة تدوير مياه الأمطار، وذلك عبر تبني ما أسميناه بـ "الحديقة الزرقاء".

فما هي هذه الحديقة؟

إنها نظام حيوي ذكي يتم دمجُه داخل المدينة لتغذية البنية الحضرية بالأكسجين والمياه العذبة - وليس فقط جعْلَها جميلة الخضرة!

في هذه الرؤية الجديدة، تُستخدم الأسطح والبلكونات وأسطح المباني كمواقع لإنتاج الغذاء واستيعاب الزائد من مياه الأمطار.

كذلك يمكن أن توفر المساحات المفتوحة التي صُممت بشكل جيد تخزيناً طبيعياً للمياه وجمع غبار الأمطار للسقي النباتي.

ويمكن أيضاً تضمين هياكل هندسية تحت الأرض لحجب وحجز وإعادة توجيه جريان المياه أثناء الفيضانات الموسمية.

كل ذلك ليس لتحسين جودة الحياة فحسب، وإنما لصنع عالم أكثر مرونة أمام التغير المناخي.

لكن يبقى العنصر الأكثر أهمية هو بدء الحوار المجتمعي حول إدارة موارد الماء الثمينة لدينا.

إن رفع مستوى وعينا حول قوة الاستخدام المكثّف والمخالف للعقل للموارد المائية وفي الوقت نفسه فهم الفرص العديدة للتوفير سوف يقود مجتمعنا للإقدام بإرادته الخاصة علي خيارات مستدامة تستحق التأمل حقًا.

بهذه الخطوة المشتركة تجاه "الحياة البرية العملاقة"- كما تسميها المهندسة المعمارية العالمية الكبيرة ديبورا تايلور- سنجعل من مدننا بساتين مصغَّرة صحية ومستدامة للغاية.

#الأعمال

1 Comments