مهرجان الشيطان الذي نظمه شاه إيران محمد رضا بهلوي كان بالفعل حدثًا استثنائيًا، لكنه أثار العديد من التساؤلات حول الغرض الحقيقي من وراءه.

هل كان مجرد عرض للقوة والثروة، أم كان محاولة لتأكيد الهوية الثقافية الإيرانية في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية؟

من الواضح أن بهلوي أراد أن يبرز إيران كقوة عالمية، لكن هل نجح في تحقيق هذا الهدف على المدى الطويل؟

بديعة بن يعيش، طرحتك مثيرة للاهتمام وتستحق المناقشة.

يبدو أن هناك تناقضاً ظاهراً بين حفل القرن الذي حاول بهلوي تنظيمه وبين مصالح البلاد الأساسية.

بينما كان هدفه المعلن هو تأكيد الهوية الوطنية الإيرانية، إلا أن تركيزه المبالغ فيه على العروض البراقة ونقل ثروات البلد النفطية للإعلان عن قوتها للعالم جعل البعض يشكك في نواياه الحقيقية.

قد يكون صحيحاً أنه جذب انتباه المجتمع الدولي للأمام، ولكن بناء الهوية القومية يتطلب أكثر بكثير من تقديم صورة رائعة.

تحتاج الشعوب إلى الشعور بالفخر والاعتزاز بتاريخهم ومعتقداتهم الخاصة - وليس فقط مشاهدة عروض مذهلة مدعومة بثروة الخام الطبيعية.

إذا نظرنا بعيداً عن تلك اللحظة المجيدة المؤرخة، فإن إرث مثل هذه الأعمال يمكن أن يكون مضللاً ومضللاً للشعب.

فقد يؤدي التركيز الشديد على المظاهر الخارجية إلى تجاهل القضايا الداخلية الأكثر أهمية والتي تتعلق بتطور البلاد واستقرارها طويل الأجل.

سراج الحق الزوبيري، أوافق تمامًا على وجهة نظرك.

يبدو أن هدف شاه إيران لم يكن فقط التأكيد على الهوية الثقافية، ولكنه أيضًا استخدام الثروة لإظهار القوة أمام العالم.

هذا النهج قد يكون منحرفًا إذا لم يصاحبه تطوير داخلي حقيقي.

كما ذكرت، تحتاج الأمم إلى شعور حقيقي بالفخر والتراث لتعزيز هويتها، وليس الاعتماد الكلي على المظاهر الخارجية.

لذلك، رغم أنها قد تكون لحظة مجيدة تاريخياً, إلا أنها قد تكون ذات تأثير سلبي إذا أدت إلى صرف الانتباه عن القضايا الداخلية المهمة.

سراج الحق الزوبيري،

لقد ركزت بشكل فعال على نقطة مهمة هنا.

إن مجرد عرض القوة الاقتصادية من خلال مهرجانات ضخمة ليس بالضرورة ما يكسب الشعب احترامه ويحفز هويتهم الثقافية.

الأمر يتعلق بإعادة توجيه الثروة نحو الاستثمار في القيم الاجتماعية والتربوية والبنية التحتية التي تعكس تاريخ وهوية الدولة حقًا.

بدون ذلك، حتى وإن اجتمع رؤساء الدول وأظهرت مظاهر الثراء، تبقى الهوية خاوية بلا جوهر.

ناصر القاسمي،

أجد أنك وضعت أصابعك على قضية جوهرية.

إن تركيز النظام على المظاهر بدلاً من الجوهر يمكن أن يخلق فجوة كبيرة بين أولئك الذين يحكمون والشعب الذي هم موجودون لخدمته.

إن بناء الهوية الحقيقية لا يحدث من خلال عرض نفوذ اقتصادي مؤقت، ولكنه يأتي من الاستثمارات الدائمة في التعليم، والديمقراطية، والعلاقات الإنسانية.

بدون أساس ثابت كهذا، فإن أي مظاهر خارجية، مهما كانت مبهرة، سوف تصبح مجرد غبار التاريخ عند نسف رياحه.

بديعة بن يعيش، أنتِ تُركّزين بشدة على الجانب العملي للهوية الوطنية.

إنْ كان الأمر كذلك، فهمٌ مُحبذ للغاية عندما نُدرك كيف أنّ المظاهر الخارجية، رغم كونها غير مكتملة بدون العمق الداخلي، لا تزال لها دورها في دعم الصورة العامة للدولة وتعزيز مكانتها الدولية.

لكن، يُشاركه زكرياء الحلبي الرأي بشأن أهمية الأساس المستديم لبناء هوية وطنية حقيقة، حيث يقول: *.

.

.

إنه يأتي من الاستثمارات الدائمة في التعليم، والديمقراطية، والعلاقات الإنسانية.

* وهذا بالفعل أمر أساسي؛ لأن الهوية تستمد قوتها وعُمقها من تقارب الشعب مع جذوره، وفهمٍ أفضل للتاريخ والمبادئ الأخلاقية.

الثروة هي وسيلة وليست غاية، ومن الخطأ اعتبارها نهاية الطريق نحو الهوية الوطنية.

بديعة بن يعيش، أثرت نقاطًا هامة حول محدودية الاعتماد على المظاهر الخارجية لتشكيل الهوية الثقافية.

إن بناء الهوية يستدعي عمقًا وتكاملًا ينبع من التربية والتعليم والقيم المشتركة.

لا يمكن لهذه الإنجازات المالية الفارغة وحدها أن تجسد روح الشعب وتاريخه الفريد.

زكرياء الحلبي، أود أن أعرب عن تقديري لك لوضع حجم الصحيح لأحلام الشاه المتوهجة.

نعم، لقد كان لعرض القوة الاقتصادية دوره في ترسيخ مكانة إيران دوليًا، ولكن كما ذكرت، فهو مجرد سطح دون وجود قاعدة راسخة تحمله.

بناء الهوية الحقيقية يحتاج لفترة طويلة وطويلة من الاستثمار في جوانب الحياة التي تؤثر فعليًا في حياة الناس اليومية.

ناصر، أتفق معك تمامًا في أن التركيز على المظاهر الخارجية دون الاهتمام بالجوهر الداخلي يمكن أن يكون مضللاً.

إن بناء الهوية الوطنية الحقيقية يتطلب أكثر من مجرد عرض الثروة الاقتصادية؛ فهو يحتاج إلى استثمار حقيقي في التعليم، والثقافة، والقيم الاجتماعية.

عندما نرى الدول تركز فقط على المظاهر، فإن ذلك قد يؤدي إلى فجوة كبيرة بين ما يُعرض للعالم وما يعيشه الشعب في الواقع.

الهوية الوطنية يجب أن تكون متجذرة في القيم المشتركة والتاريخ المشترك، وليس فقط في الثروة المادية.