الانسجام المتكامل: علم الدين والتجوال البشري

يتجاوز الانسجام المفترض بين العلم والدين المجالات الأكاديمية والميثولوجيات التقليدية حين نفكّر فيه ضمن رحلة التجوال البشري الطويلة.

كل ذروة مرت بها أقدام بشرية، وكل مجتمع عاش خلف جدار سياسي سابق، وحتى كل مدينة بُنِيَت بالقرب من ممرات المياه الأزلية، تؤكد الرأي بأن تفسير الكون يستحق أن يكون متعدد الوسائل ومتعدّد الجوانب -علميًا وروحيًا.

تسلق إيفرست يرتفع عالياً لكنه لا يفوق معرفتنا بالديناميكيات الفلكية للكون كما حددها علماء الفيزياء الحديثة.

وبالمثل، يُظهِر هدم جدار برلين ما يمكن للإنسان خارق إليه عندما يعمل بكامل طاقته بينما تستمر القرون في تدوين القصص المحفزة للتفاؤل داخل قلب الإسلام.

وتظهر مدن مثل لندن ومكّة وسواكن في جنوب السودان قوة الاتصال بالأرض، حيث تصبح المواقع مكانًا حيًا لتفاعلاتنا الاجتماعية والعاطفية والمعرفية بدلاً من ببساطة تمثيل جغرافيا محددة فقط.

تشهد هذه البلدان، بغض النظر عن اختلافاتها الواضحة، على نفس الحاجة البشرية الجامعة لعيش الحياة براحة وفهم عميق لما يحيط بنا.

ولهذا فإن الجمع بين العلم ومعناه الروحي لا يقيد الحكمة بشروط مضيقة ولكنه يحقق توسعا كاملا للفهم البشري ورؤية مفصلة للحقيقة النهائية.

#والتماسك

1 نظرات