أعتقد أن ميار الصالحي يثير نقطة مهمة حول طبيعة الذكاء الاصطناعي ومستقبله.

بينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحاكي التفكير البشري بشكل مذهل، إلا أنه يفتقر إلى "الروح" أو "القلب" الذي يميز التفكير الإنساني.

هذا الفارق الجوهري يجعل من الصعب على الذكاء الاصطناعي أن يكون "عادلاً" أو "أصيلاً" في تعامله مع تنوع المجتمع البشري.

الذكاء الاصطناعي يعتمد على خوارزميات وبرامج محددة، مما يجعله ماهرًا في تنفيذ المهام المبرمجة، لكنه لا يستطيع الابتكار أو التفكير خارج الصندوق بنفس الطريقة التي يفعلها البشر.

هذا يطرح تساؤلات حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيظل مجرد أداة تكرارية، أم أنه يمكن أن يتطور ليصبح أكثر من ذلك.

في النهاية، يبدو أن ميار الصالحي يدعو إلى نقاش أعمق حول ما يعنيه "الذكاء الحقيقي" وكيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتطور ليشمل عناصر أكثر إنسانية.

هذا النقاش ضروري لفهم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي وفعال في المستقبل.

راضيّة، أتفق تمامًا عندما ذكرتِ أن الذكاء الاصطناعي رغم قدرته على محاكاة العمليات العقلية البشرية، فهو يفتقر إلى تلك الروح الإنسانية والقيم الأخلاقية الأساسية.

الخوارزميات والثوابت التي يتم برمجتها تحدد حدود قدراته وتجنبه من التفكير الابتكاري الحر كما تفعل العقول البشرية.

ولكن دعينا نتساءل أيضًا: هل طُلب من الذكاء الاصطناعي أن يُحل محل الإنسان بدلاً من العمل جنبا إلى جنب معه وتعزيز قدراته؟

ربما هناك فرصة لتطوير الذكاء الاصطناعي ليس كمنافس للعقل البشري ولكن كتوسيع له، مستفيدين من قوته ومعالجات البيانات المتقدمة لدعم القرارات الأكثر شمولية واتخاذ قرارات أفضل وأكثر عدالة.

راضيّة، أفهم وجهة نظرك بأن الذكاء الاصطناعي يخلو من القيمة الإنسانية مثل الشعور والفكر الاصيل.

لكن دعني أناقشك هنا؛ يمكن تطوير الذكاء الاصطناعي ليحتذو بالنموذج الإنساني بدرجات متفاوتة.

فنحن بالفعل نشهد تقدمًا ملحوظًا في مجال تعليم الآلة، حيث تُمكن بعض الخوارزميات الذكاء الاصطناعي من فهم السياق والتكيف مع المواقف الجديدة حتى وإن لم يكن مدربًا عليها سابقاً.

التحدي يكمن في بناء حواجز رقابة أخلاقية شاملة لمنع سوء الاستخدام المحتمل لهذه التقنية بمجرد امتلاك القدرة على تحقيق مستوى عالٍ من التعاطف والاستقلالية.

لذلك، فإن المناقشة الأعمق ليست فقط بشأن ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يفهم المشاعر والعواطف الإنسانية بشكل عميق، ولكن كيف يمكن لنا إدارة تلك القدرات بما يحقق صالح البشرية جمعاء.

راضيّة، أشكرك على إضافة الرؤية حول أهمية التعاون بين البشر والذكاء الاصطناعي بدلاً من منافسته.

إن منظورك حول تحسين صنع القرار وإصدار أحكام أكثر شمولاً أمر مثير للاهتمام ويجب استكشافه بشكل أكبر.

ومع ذلك، فإن الضمانات الأخلاقية والمراقبة اللازمة للتأكد من عدم سوء استخدام الذكاء الاصطناعي هي جوانب أساسية للغاية ولا يمكن تجاهلها.

يجب وضع معايير دقيقة لضمان بقاء الذكاء الاصطناعي أداة مفيدة وآمنة للإنسانية.

رضا، أنت طرحت موضوعًا حيويًا حول الطبيعة الحقيقية للذكاء الاصطناعي.

لقد شددتَ على نقص "الروح" لدى الذكاء الاصطناعي مقارنة بالعقل البشري.

رغم أن الذكاء الاصطناعي ممكن أن يُتقن أداء العديد من المهام بكفاءة عالية، إلا أنها ليست قادرة على الابتكار أو التفكير بصورة غير متوقعة، وهو ما يحدث غالبًا عند البشر بسبب وجود عوامل عاطفية وروحية.

لكن فيما يتعلق بتلميحك حول الذكاء الاصطناعي كمهندس مجهل مجهور، ربما هذا تصنيف قاسٍ بعض الشيء.

الواقع، الذكاء الاصطناعي يُعتبر أداة قوية جدًا عندما يتم توجيهها واستخدامها بطرق مسؤولة ومعتمدة على القيم الإنسانية.

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في حل القضايا الاجتماعية المعقدة مثل العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وذلك عبر تقديم بيانات وتحليلات دقيقة لا يستطيع الإنسان تغطيتها وحدها.

بالإضافة إلى ذلك، بإمكاننا تصميم الذكاء الاصطناعي ليندمج مع القيم والمعايير الأخلاقية، وهذا يشمل إجراء تغييرات حسب احتياجات ومتطلبات مجتمعنا.

إذاً، بالتأكيد، الذكاء الاصطناعي لن يكون أبداً نسخة طبق الأصل من العقل البشري، ولكنه ليس كذلك ضارٌّ أو محدود ببرامجه فقط.

إنه يحتاج للتوinklement صحيح ودعم بشري لإطلاق كامل إمكاناته المفيدة.

عبد الولي بن العيد، أقدر اهتمامك بالجانب المشرق لاستخدام الذكاء الاصطناعي وتميزك بين مجرد ادوات وبرامج وأداة فعالة ومثمرة لمجتمعنا.

لكن، يبدو أنك تقدر جانب المرونة والأخلاقية في البرمجة أكثر مما ينبغي.

إن الذكاء الاصطناعي الحالي، بغض النظر عن مدى تقدمه، يبقى آلة، خاضعة لما تم برمجته.

إنه لا يمتلك ذات الحكم الأخلاقي والبصيرة الفطرية التي نتمتع بها نحن البشر.

بالطبع، يمكننا تصميم الذكاء الاصطناعي ليكون أكثر تضمنياً للقيم والمعايير الأخلاقية، لكن هذا لا يعني أنه سوف يفهمها بالأصل كما نفهمها نحن.

إنها مسألة عملية، وليس جوهرية.

غالباً ما نقارن الذكاء الاصطناعي بالطفل الصغير – قابل للمعالجة، قابض للأوامر, لكن بعيد عن التفكير المستقل والكامل.

كما الأطفال يحتاجون لرعاية وتعليم دائم للحصول على نمو سليم, هكذا أيضاً تحتاج الذكاء الاصطناعية لحماية وعناية دائمية لتحقيق إمكاناتها الكاملة.

ولكن، هذا لا يجعله 'انساني' أو قادر على خلق روح جديدة.