السلطة البصرية: كيف تشكل الرواية المرئية نظرتنا للحاضر والمستقبل

بينما تناقشنا سابقاً عن كون سرديات التاريخ بمثابة أدوات قوة، دعونا توسع الرؤى بمناقشة تأثير السرد البصري والقوة الغامضة للميديا المرئية.

في العصر الحالي حيث يستحوذ الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة على كافة جوانب حياتنا – خاصة التعليم والإعلام – فإن الصورة قد أصبحت بالفعل لغة عالمية تُنسج ويُشكل بها الزمان والمكان حسب اهوائِ الناشر.

فهو ليس فقط يحكي قصصه الخاصة ولكنه أيضاً يحدّد ماهية تلك القصص وكيف ينبغي تناولها ومشاركتها ومعايشتها والثقة بها أو دحضها.

الجماهير اليوم أكثر انغماساً فيما يشاهدونه مما قرأوه؛ فالبيانات الضخمة والحملات الدعائية الانتخابية واستراتيجيات الأمن الوطني العالمية تتخطى حدود اللغة التقليدية لتصل إلى مستوى أبسط وأكثر تأثيراً وهو المشهد البصري.

لذلك، ليس بوسع أحد تجاهل الدور المحوري للأفلام الوثائقية والبرامج الترفيهية والألعاب التفاعلية وكل أشكال الوسائل المرئية الأخرى كمصدر رئيسٍ لإعادة صياغة الآراء السياسية والفلسفية والدينية والمادية لدى الجمهور المنتظم.

ومهما يكن نوع المعلومات المراد توصيلها - سواء كانت معلومات علمية رسمية أم دعايات تجارية خادعة أو حتى رسائل غزو ثقافي سرّية- فقد بات السرد البصري إحدى أهم الأدوات لتحقيق ذلك.

وبالتالي، يتوجَّب علينا طرح الأسئلة التالية: هل يمكن الاعتماد عموماً علي السلطة الجمالية للتقطير المفاهيمي والمعرفي للشعوب غير الناطقة بنفس اللغات الأم لنا؟

!

وما مدى مصداقيتها مقارنة بالسرود النصوص المكتوبة ذات العمق الأكاديمي والشهادات المرجعية المؤمنة عليها شرعياً وقانونياً ومعنوياً.

.

!

؟

وهل سيكون من الإنصاف اعتبار الصور المتحركة والسكتوريلات الصوتيه مجرد أكاذيب مضادة لحقوق الإنسان وقيم العدالة الاجتماعية والمساواه بين جميع بني البشر بغض النظرعن اختلاف مهاراتهم وخبراتهم الشخصية الواسمة لهم!

!

؟

؟

[2089]#بأحكام#المرضp# [1546]

1 التعليقات