في خضم عصر رقمي يهيمن عليه الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا,بات واضحًا تأثيرها العميق على تفاعلاتنا الشخصية وتحصيل المعرفة لدينا.

ومع كون البيئة المُحيطة بنا مليئة بالأجهزة والإشارات الإلكترونية ، فقد حان الوقت لتوجيه اهتمامنا نحو التأثير الأصعب للإعلان والوسائط الاجتماعية على نمط حياة الأشخاص وقيمهم الثقافية.

غالبا ما تُعرض الصور المثالية للحياة عبر تلك الشبكات كنموذج مرغوب فيه لأسلوب الحياة، مما يؤدي لسعي الأجيال الشباب إلى امتلاك نفس الرفاهيات ومظاهر الإنجاز الظاهر - وهو الأمر الذي غالبا لا يعكس واقع حياة الفرد المحقق داخل الشاشة الصغيرة ولا يحرض إلا على مقارنة غير صحية وربما مضرّة بالنفس والثقة.

فعلى الرغم من الأدوات القيمة التي تقدمها لنا تكنولوجيا اليوم لمساندتنا وتعزيز قدرتنا المعرفية وإمكانيات التواصل خارج الحدود المكانية والجغرافية، فإن هذه المقارنات غير الواقعية قد تشكل خطراً مهدداً لاستقرار الصحة النفسية للشباب خاصة – إن لم يتم التعامل معها بعناية وبروز مستوى واعي لفوائد السلبيات المرتبطة بتلك التدفق الدائم للسياقات المصمّم لتحليل رد فعل الجمهور وكسب جذب انتباه الناشرين وحديث الجمهور بشأن منتجات تجارية تدعم اقتصاد الثراء السريع المضلل وصراع غير ضروري مقابل مغريات زائلة وانطباعات خاطفة عن مجد سنين شباب ممتدة بلا حدود العمر الأكبر منها!

وفي ضوء ما سبق، يبقى جوهر الحوار حول مدى احتواء المجتمعات العربية لهذه المؤشرات الجديدة واستعدادها لتقبل تحديات القرن الواحد والعشرين والذي ينذر بتصدعات واسعة بسبب اعتماد الإنترنت والفيديوهات القصيرة وغيرهما الكثير كمصدر رئيس لوسم علامات فارقة ضمن سجل تاريخ الإنسانية.

.

وهكذا يستمر البحث المفتوح أمام الجميع للاسترشاد بنبوغ العقول الباحثة وطموح المستنيرين ليبحثوا سوياً نجاح مفاهيم تنمية فرد شامخة ذا جذور راسخة وغرس قلب ملتئمين ولروح هناء مطمئنة قائمة برضا رب العالمين .

#سيؤدي

1 التعليقات