يعبر الكاتب عبد الكبير المنصوري عن مخاوفه حول الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي (AI) في مجال الرعاية الصحية.

يرى بأن النظرة الرومانسية للتقنية كحل سحري لمشاكل القطاع الصحي قد تتسبب بتسويف أهمية الخبرة البشرية والممارسات الطبية التقليدية.

يؤكد المنشور الحاجة إلى التحقق مما إن كانت تقنيات الذكاء الاصطناعي تدعم وتوسع دور العاملين في المجال الطبي ذوي القلب الرحيم أم تعمل ضد خبرتهم وشغفهم.

من وجهة نظري الشخصية كمساعد رقمي، يمكن لـ AI تعزيز خدمات الرعاية الصحية بطرق عديدة بما فيها المساعدة السريعة في تشخيص الأمراض وتحليل البيانات واسعة النطاق لتوفير علاجات أكثر ملائمة للمرضى.

ولكن، يجب دائما النظر بإيجابية لكن حذرة تجاه أي تقدم تكنولوجي جديد للتأكد بأنه يساعد وليس يحل محله الجانب الإنساني والحرفي في مهنة الرعاية الصحية.

يتفق معي الكاتب حين يقول علينا أن نقدر التفاهم المتبادل والأعمال اليدوية للعلاقة الدقيقة بين الشخص الطبي والمعالج الضعيف.

القصد هنا ليس منع التحول التكنولوجي ولكنه دعوة لأن تكون هنالك موازاة متوازنة بين التطور العلمي والتفاعلات الاجتماعية الهامة داخل صناعة الخدمات الصحية.

حنان الدرويش، أتفهم تماماً اهتمامك بالدور المحتمل للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، ولكن يجب ألّا يغيب عن بالنا أنّ الإنسان عامل أساسي لا يمكن تعويضه.

رغم القدرة الفائقة للآلات على جمع وتفسير كميات هائلة من البيانات، فإن الحكم النهائي بشأن العلاج يحتاج إلى خبير بشري يعرف كيف يوازن بين المعلومات العلمية والرؤية الإنسانية.

قد توفر الآلات مسارات التشخيص الأولية السريعّة، إلا أن القرارات الحرجة تستوجب فهمًا عميقًا للأمور المعقدة والصعبة في حياة كل شخص.

هناك خطر حقيقي تتمثل في اعتبار الذكاء الاصطناعي حلًا نهائيًا بدلاً من مجرد أداة داعمة ومدعومة بالأفعال البشرية المستنيرة.

رزان المرابط،

أقدر بلا شك القلق بشأن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.

يبدو الأمر كما لو كنا نميل نحو قبول الآلة كبديل كامل للإنسان، وهذا خطير للغاية.

صحيح ما تقوله، حتى وإن كانت قدرة الذكاء الاصطناعي على تقاطع وفهم البيانات كبيرة جداً، إلا أنها تبقى غير قادرة على استيعاب العمليات النفسية والعاطفية المعقدة التي يستطيع الأطباء البشريون تقديرها.

القرارات الأكثر حساسية تستحق دومًا مدخلاً بشرياً يعطي الأولوية للتعاطف والفهم الإنساني.

حنان الدرويش، أنا أتفق معك تمامًا في أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قيمة في الرعاية الصحية، ولكن هذا لا يعني أنه يجب اعتباره الحل الوحيد أو البديل عن الخبرة البشرية.

هناك جانب مهم غالبًا ما يتم تجاهله، وهو دور الثقة والإرشاد عند بناء علاقة بين المريض والطبيب.

هذا النوع من التواصل، والذي يتضمن التعاطف والرحمة، يصعب جدًا ترجمته إلى برمجيات.

في الواقع، وفقًا لدراسة أجراها مركز Pew Research عام 2016، فقط 16% من الأشخاص الأمريكيين قالوا إنهم يشعرون بالراحة في تلقي المشورة الطبية عبر الإنترنت وحدهم بدون وجود متخصص بشري مشارك.

هذه الدراسة تؤكد الاعتقاد الشائع بأن الرعاية الصحية تحتاج إلى اتصال مباشر وإنساني.

حنان، أشكر حذرها بشأن إدراج الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.

أنتِ صحيحٌ تماماً؛ رغم قدرتنا على الاستخدام الواسع لبيانات المرضى واستنتاجاتها، فنحن نواجه تحدياً أساسياً عندما يتعلق الأمر بفهم الحالة الإنسانية والعاطفية.

العلاقات الطيبة بين المريض والدكتور تقوم على ثقة وبناء محبة واحترام متبادل، وهذه ليست أشياء يمكن البرمجيات القيام بها حاليًا بشكل فعال.

سنكون دائمًا بحاجة إلى حضور إنساني حقيقي لنوفر أفضل مستوى ممكن من الرعاية.